202العدد (163) - حزيران - 2024

اتصل بنا   

الارشيف   

اسرة المجلة

الصفحة الرئيسية                                                     

اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق

 

الموازنة والمسايرة في المنظور الواقعي دوافع الدول لبناء التحالفات في السياسة الدولية
محمد كاظم صالح
رسالة ماجستير – جامعة بغداد – 2024م
223 صفحة

 


        بين الباحث خلال دراسته الموازنة والمسايرة في المنظور الواقعي عن أهمية تشكل التحالفات الدولية وماهي دوافعها وراء ذلك؟ وهل هي تتحالف عادة مع الجانب الأضعف أم الأقوى أو الأكثر تهديداً في النزاع؟ بلغة النظرية هل تميل الدول إلى الموازنة ضد دولة صاعدة، أو تحالف مهدد أم تنحو إلى مسايرتهم؟ جواب هذا السؤال له تأثير بالغ في تحديد مصالح الدول، ومن ثم، إستجاباتها للضغوط والفرص التي تظهر في بيئتها الخارجية.
إذا كانت الدول تميل للموازنة تحرص على الأمن والبقاء، يصبح الغزو غير مجدي، ومن المرجح أن تفصل حتى الجهود الحثيثة للتوسع، وسيكون تحقيق الهيمنة على النظام الدولي صعب للغاية. إذا قاومت الدول مكاسب جيرانها من خلال التضافر لتصحيح التوازن، سيكون الأمن وفير، وسيتم تثبيط العدوان لأن الذين يفكرون فيه سيتوقعون المقاومة. إذا كانت الموازنة هي القاعدة، يتوجب على رجال الدولة تجنب السلوك العدواني؛ فالدول المهددة تستفز الآخرين للانحياز ضدها، ولن تربح سوى معارضة واسعة. وتصبح السياسات التي تقلل من التهديد الذي تشكله الدولة للآخرين خيار عقلاني المصداقية، في عالم الموازنة أقل أهمية لأن الحلفاء سيقاومون التهديد بدافع مصالحهم الذاتية، وسيكفي حتى الدعم المتواضع لإقناعهم بمعارضة المعتدي، بدلاً من تمرير الدور لغيرهم أو توقع الانتفاع المجاني. وبالتالي، يصبح التدخل لحماية الالتزامات في المناطق البعيدة سلوك منهور، وغالبا ما يحفز الآخرين على كبح القوة المتدخلة وما تحميه من مصالح.
بالعكس من ذلك، إذا كانت الدول أكثر ميلاً للمسايرة تنجذب إلى القوة والربح)، سيكون الأمن نادر
وصحيح، وستجد حتى الدول الباحثة عن الأمن أن بقائها محفوف بالمخاطر ؛ لأن العدوان سيكافئ من قبل الآخرين ومن المرجح أن تنجح التهديدات. إذا حظيت المسايرة بالأولوية، يصبح التوسع أسهل بكثير لأن المعتدين الناجحين يجتذبون حلفاء إضافيين، مما يعزز قوتهم وجشعهم، يقلل قوة خصومهم، ويزيد من التراجع في مركز الخاسر سيكون التنافس أكثر حدة وشراسة، لأن هزيمة جانب سوف تعني أن الوقت قد حان للانتقال إلى الجانب الصاعد. إذا فضل الجميع التحالف مع الأقوى أو الأكثر تهديدا)، ستكون الدول - أو من ينوب عنها - ميالة بشكل أكبر الاستخدام القوة أو التهديد لحماية أو توسيع قيمها وممتلكاتها. فالدول (المشبعة) ستخشى المكاسب التي يمكن أن يحققها الآخرون إذا بدو أكثر قوة وخطورة، والدول (الجائعة) ستفترض أنها قادرة على جذب المزيد من الحلفاء الى صفها وليس الموازنة ضدها عبر حروب الغزو والتوسع ستصبح السياسات التوسعية النزعة العدوانية، والسلوك الانتهازي خيارات راجحة في عالم المسايرة، يجب على الدول الحرص على مصداقيتها، حتى لا يدفع الخوف أو الطمع حلفاءها إلى إعادة الاصطفاف مع الخصوم. ولهذا ستجد الدول أن من الحكمة، حتى على حساب الدم والمال، الدفاع عن المناطق النائية أو المحدودة القيمة بالنسبة لأمنها ومصالحها القومية.
وقسم الرسالة الى عدة فصول وهي :
الفصل الاول : برنامج أبحاث ميزان القوى تقليد واقعي .
الفصل الثاني : البنية وسلوك الوحدات : قدرات ، مصالح وخيارات الدول .
الفصل الثالث : ضغوط البنية : ردود الدول على التهديدات .
الفصل الرابع : محفزات البنية : استجابات الدول للفرص .