202العدد (163) - حزيران - 2024

اتصل بنا   

الارشيف   

اسرة المجلة

الصفحة الرئيسية                                                     

اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق

 

مقدمات كتب نقد النثر حتى نهاية القرن التاسع الهجري
د. بديع لبنان الخيون
بغداد – دار الشؤون الثقافية - 2023
272 صفحة
 

 

     اعتاد أي كتاب أن يلفت نظر قارئه لمجموعة من النصوص تحيط بمتنه من عنوانات وأسماء مؤلفين ، وإهداءات ، ومقدّمات ، وخواتيم ، وفهارس ... الخ ، وهي ما يُسمّى بـ(العتبات النصية) بوصفها نصوصاً موازية لمتون الكتب ، إذ ليس من السهل تجاوز هذه العتبات لأهمية وجودها ، فلا يمكن من دونها التمعن في أي نص ؛ لأنها تساعد على فتح مغاليق النصوص، وتحدد قيمتها المعرفية والتاريخية، وواحدة من هذه العتبات( المقدمة) وهي ذلك الخطاب الذي يفسر كيف يمكن قراءة الكتاب ، والأهمية التي انضوى عليهـا المتن ، وهي بنفسها تمثل النص الموازي الذي يُضيء فكرة المحتوى ، وتوضيح منهج المؤلف ، أو رؤية المبدع ، والوقوف على أهم المعالم ، والملامح النقدية والمنهجية التي يعج بها هذا الخطاب ، وقد تنبه العلماء القدامى إلى تلك الأهمية التي تنضوي عليها المقدمة وما تؤديه من مهمات ؛ لذلك فقد وجد الكاتب في هذا الموضوع الذي يعرض هذا الجانب مادة تستحق أن تكشف ما يحجب الولوج لها ، وقد وقع اختيار عنوان له بـ(مقدمات كتب نقد النثـر حتـى نهاية القرن التاسع الهجري) فانصرف الجهد فيه لدراسة لون محدد من مقدمات كتب تراثية اختصت بما يسمى بـ(نقد النثر) وهي الكتب التي نظرت لفن الإنشاء ، وصناعة الكتابة وإن اختلفت أسماؤها ؛ إلا أن مضمونها واحد يكمن في التعريف بفن الكتابة وأصولها ومنهجها ، وفضل كتابة الإنشاء ، والكتاب وآدابهم ، وما يحتاجون إليه في الأمور العملية والعلمية ، كأنواع المكاتبات ، والخطوط ، والأدوات ، وقوانين الكتابة ، وكيفية وضعها ، وكل ما له شأن بالكاتب والكتابة بعد أن استدعت الحاجة إلى الاهتمام بهذا الفن ؛ لأسباب تتعلق باتساع الدولة وضرورة الاهتمام بشؤونها ، وتنظيم فعالياتها ، وترتيب شؤون المجتمع ، وقد كان الاختيار لكتب تنتمي لمدة زمنية امتدت إلى نهاية القرن التاسع الهجري ، وهي حقبة طويلة تكرّست فيها جهود المؤلفين في ميدان الكتابة وفنونها ابتداء من ظهور كتاب ( أدب الكاتب ) لابن قتيبة (ت ٢٧٦هـ) الذي يمثل بداية الاهتمام الحقيقي بفن الكتابة مروراً بالقرون اللاحقة وصولاً إلى القرن التاسع الهجري الذي يمثل حــداً فاصلاً في
عالم التأليف لهذا النوع من الكتب إذ شهد انبثاق أهم الموسوعات الكتابية في فنون الأدب ، وهو كتاب ( صبح الأعشى ) للقلقشندي ( ت ۸۲۱ هـ ) الذي يمثل خاتمة التأليف لعيون كتب التراث العربي في فن الكتابة وصناعتها ، ومعرفة الإنشاء وتوابعه ولعل اختيارنا في هذا الزمن الممتد إلى نهاية القرن التاسع للهجرة جاء ليرسم صورة التطور الذي حصل في طبيعة النظرة إلى صناعة الكتابة وتطورها المتنامي ، وهذا ما يفسر كثرة المصنفات التي ظهرت في الحقبة الزمنية التي حددناها .
وقسم الكتاب الى عدة فصول وهي :
الفصل الاول : مكونات خطاب المقدمة .
الفصل الثاني : النصوص الادبية وقضايا النقد والبلاغة .
الفصل الثالث : الحجاج في المقدمات .