2العدد (163) - حزيران- 2024

اتصل بنا   

الارشيف   

اسرة المجلة

الصفحة الرئيسية                                                     

اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق



 

صناعة النفط في الحضارات القديمة

احمد عبد الحميد

بابل – دار الصواف - 2024

257 صفحة

  لقد شغلتني فكرة تأليف كتاب عن النفط لعدة سنوات، لكن التحدي كان في  اختيار الموضوع الذي سأكتب فيه، ومن خلال دراستي لعدة مواضيع في عالم النفط
تبلورت لدي فكرة تطورت بمرور الوقت عن موضوع لم يطرحه الكتاب العرب ولم يولوه الاهتمام الكافي وحتى المكتبات الأجنبية تُعد فقيرة بهذا الموضوع وهو صناعة
النفط في الحضارات القديمة وبالرغم من أن الكثير من الكتاب العرب والأجانب تناولوا مختلف المواضيع في الحضارات القديمة إلا أنهم أغفلوا هذا الجانب من حياة القدماء وخصوصاً في المؤلفات العربية.

وربما يرجع سبب ذلك لقلة المصادر والدراسات عن هذا الموضوع إذ ليس هناك الكثير من المصادر التي تتناول هذا المجال بشكل مباشر.

إلا أني تمكنت ومن خلال البحث المتواصل من جمع أكثر من مائتي مصدر باللغتين العربية والإنكليزية متمثلة بالكتب والأوراق البحثية التي كان بعضها يدرس هذا الموضوع بشيء من الإيجاز وأخرى بكثير من التفصيل والتأليف فيما بينها لكتابة سبعة فصول تتناول صناعة النفط في عصر الإنسان البائد والحضارات القديمة المتركزة في الشرق الأدنى القديم ويركز الكتاب بشكل أساسي على حضارات بلاد ما بين النهرين القديمة السومرية أكدية والبابلية والآشورية حيث ازدهرت تلك الصناعة هناك وبشكل أقل على الحضارة المصرية وسوسة في إيران مروراً بصناعة الغاز الطبيعي في الصين.

وقد زود الكاتب كتابه الجداول والرسومات والخرائط والصور لتوضيح الفكرة بشكل أفضل مع قائمة المصادر العربية والإنكليزية في نهاية الكتاب ليستطيع المختص في هذا الموضوع الرجوع عليها وغير المختص من الاطلاع على المزيد.

يتكون الكتاب من سبعة فصول، يتناول الفصل الأول منها التعاريف الأساسية النفط . وبعض المفاهيم الجيولوجية المهمة التي ستساعد في فهم واستيعاب لموضوع الموضوع بالنسبة للقارئ الكريم.أما الفصل الثاني فيتناول موضوع النضوحات النفطية وانتشارها حول العالم مع التركيز على منطقة الشرق الأدنى القديم بشكل خاص حيث منبع الحضارات القديمة.

فيما تكرس الفصل الثالث للحديث عن مراحل الصناعة النفطية القديمة وأولى خطوات اكتشافه في عصر الإنسان البائد النياندرتال.أما الفصل الرابع وهو الفصل الأكبر فيناقش تطبيقات النفط والغاز في الحضارات القديمة.

ويتناول الفصل الخامس اقتصاديات النفط والنشاط التجاري وطرق المواصلات ووسائط النقل في تلك الحضارات.أما الفصل السادس فيتضمن البحث عن الأساطير القديمة المرتبطة بالنفط والغاز،كما يتضمن شرحاً لبعض أعلام الأمكنة في الوقت الحاضر المرتبطة بالنفط والغاز.
أما الفصل السابع فقد خصصته للحديث عن صناعة النفط في الحضارات القديمة أبان العصور الكلاسيكية كما وصفها كُتاب تلك المرحلة، وكذلك إعطاء لمحة سريعة عن صناعة النفط لدى العرب والمسلمين.

وبالتأكيد فأن صناعة النفط في تلك العصور لم تكن مثلما عليه اليوم من التطور إلا أنها لعبت دوراً لا يمكن الاستهانة به لدى سكان الشرق الأدنى القديم. وأرى أنه من
الواجب علينا القاء المزيد من الضوء على هذا الجانب من حياة سكان بلاد ما بين النهرين بالتحديد حيث ازدهرت هذه الصناعة هناك.