الإمامة القيادية في فكر الامام
الحسين عليه السلام
د. أحمد فاضل حسون المسعودي
كربلاء – العتبة الحسينية - 2024
412 صفحة
تعد مسألة الإمامة
وقيادة المسلمين من أهم المسائل التي
فصلها الدين الإسلامي وذكرها القرآن
الكريم في أكثر من آية كونها ترتبط
بشكل مباشر بحياة الناس وتنظيم أمورهم
عن طريق إمامًا قائدًا يتبعونه،
وقد
انبثقت الإمامة من النبوة التي هي
مقام ومنصب إلهي خصص من الله تعالى
لقيادة الناس، ولابد أن يقوم النبي
يتعين إمام بعده يقوم بدوره في إدارة
المجتمع وتوجيهه للحفاظ على الرسالة
المنزلة
مع وجود فارق النبوة، وعليه
يكون الإمام امتداد للنبي من حيث
تبيين الأحكام والأصول والفروع وحماية
الدين من التحريف، وهو المرجع في جميع
الأمور الدينية والدنيوية، الذي يتابع
وظائف النبي
ومهامه باعتباره خليفته
والقائم مقامه، لكن من يقوم بهذه
المهمة الكبيرة غير الإمام المنصب من
الله أولا والنبي ثانيا ؟ فاختيار هذا
الشخص لهذه المهمة لا يقدر عليه إنسان
بسيط أو من أهل الحل والعقد
أو الشورى
أو طريقة أخرى غير اختيار النبي كون
ذلك الاختياري سيكون غير مكتمل وخاضع
لأهواء وآراء قد تكون ذات مصلحة شخصية
لا تصب في صالح الأمة التي أراد لها
الله أن تكون خير أمة
أخرجت للناس في
مختلف تفاصيل الحياة، ومن هذا المنطلق
حدث الخلاف في تطبيق مفردة الإمامة
بين المذاهب الإسلامية، ووصل هذا
الخلاف أن عدتها طائفة من أصول الدين،
وعدتها أخرى من
فروع الدين .
وظهرت الكثير من
التعريفات لمفهوم الإمامة والقيادة
وكثرت الشروحات عنها على الرغم من
ذكرها في القرآن الكريم في أكثر من
موضع ووضحها النبي الأكرم في أكثر من
مناسبة، وشخص له من يكون
إماما بعده،
حتى أصبحت مسألة الإمامة تشكل في
القرن الثاني الهجري أهم مسائل
المدارس الكلامية ذات الاتجاهات
الفكرية المختلفة، وكانت هذه المدارس
تطرح أراءها بشأن شروط الإمام
وخصائصه،
أي شروط الحاكم في المجتمع
الإسلامي، وهو معنى سياسي للإمامة،
وكان لكل فرقة في هذا المجال عقيدة
وكلام، وأن هذا الاختلاف وجد نتيجة
محاولة بعض الفرق اغتصاب حق أهل البيت
في إمامة
الناس بدواعي سلطوية دنيوية
بحته، وهذا الاغتصاب تطلبت منهم أن يشرعنوا لوجودهم في السلطة لإقناع
الناس وقيادتهم على وفق أهوائهم
ومتطلبات سلطتهم، ففصلوا بين الإمامة
السياسية والامامة الدينية،
ورسول
الله لا الله جمع بين إمامة الدين
والدنيا، لعدم انفصال الاثنين في نظر
الإسلام، لكن الذي حدث بعد وفاة رسول
الله هل هو ظهور الانفصال بين الإمامتين، نتيجة بروز شخصية الخليفة
في
الحكم داخل المجتمع الإسلامي إلى
جانب الإمام، الذي يرجع إليه الناس في
شؤون دينهم ودنياهم.
إن هذا الانفصال ظهر
في غير مدرسة أهل البيت، لأن أتباع
مدرسة أهل البيت كانوا يرون أن
الإمامتين مجتمعتان في شخص (الإمام)،
وقام الأئمة بدورهم هذا رغم إقصائهم
عن ممارسة دورهم في الحكم،
إذ حطمت
نهضة الإمام الحسين بن علي الله
القدسية المصطنعة للخلافة الأموية
أمام المجتمع، ثم بدأ الافتراق بين الإمامتين يتسع ويأخذ طابعًا تشريعيًا
مع توالي الخلفاء الأمويين
والعباسيين، بسبب ابتعادهم
عما ينبغي
أن يتحلى به الإمام من علم وفقاهة
وتقوى والتزام، لكن رغم ابتعادهم
العملي عن صفات الإمام ظلوا متمسكين
بالإمامة السياسية المؤطرة بالدين أشد
تمسك كونها مرتبطة بالسلطة والحكم
وهذا
التمسك يتطلب أطرًا شرعية الشرعنة وجودهم في السلطة، وعلى
الإمام الحقيقي أن يواجه هذا التيار
على وفق ما يمليه عليه التشريع
الإسلامي بما يحفظ هيبة الدولة
الإسلامية من السلطويين ويميز للناس
زيفهم وبطلان وجودهم في الحكم ويطبق
ما جاء به القرآن والنبي اللذان أصلا
لمفهوم الإمامة، وهذا التأصيل عمل به
أهل البيت فمارسوا دور الإمام والقائد
منذ وقت مبكر من الدعوة الإسلامية
وبتوجيه
وبناء من قبل النبي ، وجاء
اختيار الإمام الحسين(ع) في دراسة
الإمامة القيادية في فكر الإمام
الحسين دراسة تحليلية لمعرفة مدى
الدور الذي قام به الإمام الحسين لي
في قيادة المجتمع آنذاك، فمن طفولته
أشار النبي إلى إمامته عن طريق سلوكه
وأحاديثه التي ذكرتها مصادر الفرق
المختلفة، هذا من جانب، أما السبب
الآخر لاختيار الموضوع فهو عدم وجود
دراسة مستقلة عن الإمامة القيادية
للإمام الحسين ، رغم كثرة الدراسات عن
الإمام الحسين
.
وتتركز أهمية الكتاب
بتعلقه بشخصية الإمام الحسين الله وهي
من الشخصيات
المهمة ليس في التاريخ الإسلامي فحسب، إنّما كان لها الأثر الكبير في
التاريخ العالمي على مر العصور، بما
قدمه الإمام
الحسين الله من ن أصبحت
منبعا للإخلاص إلى المبادئ الإنسانية
السامية.
وقسم الكتاب الى عدة
فصول وهي:
الفصل الاول: دور الامام الحسين عليه السلام في ترسيخ البعد الديني في
المجتمع.
الفصل الثاني: دور الامام الحسين عليه السلام القيادي في بناء المجتمع
.
الفصل الثالث: الإمامة السياسية للإمام الحسين عليه السلام . |