202العدد (164) - تشرين الاول - 2024

اتصل بنا   

الارشيف   

اسرة المجلة

الصفحة الرئيسية                                                     

اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق


الحقيقة والوهم في الفكر اللساني الحداثي
أ‌. د. مسلم حسب حسين
بيروت – دار الفنون والآداب للطباعة والنشر والتوزيع - 2020
142 صفحة
 


 

 

اللغة بمفهومها العام من الناحيتين العقلية والواقعية ، هي أداة للتعبير عن الفكر ، ووسيلة للخطاب ، وهي ظاهرة لاحقة لامتلاك العقل بكل ما فيه من طاقات ووظائف ، واللغة هي الوظيفة

العليا للعقل التي عن طريقها تتحقق عمليات إدراك العالم ، وما فيه من ظواهر وموجودات طبيعية ، وما فيه من إسرار وخفايا . واللغة على ما تبدو عليه من بساطة وعفوية ، فإنها من أشد

الظواهر الإنسانية غموضا وتعقيدا ، من حيث النشأة والتطور والاختلاف بين الأمم ولذلك جعلها الله من آياته الكبرى ، التي لا تقل عظمة وحكمة عن خلق السموات والأرض كما في قوله

 تعالى : ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات الروم - آية 22 ) .

ولذلك كان الفلاسفة وعلماء اللغة للعالمين )) وما زالوا ، يخوضون في ماهيتها وكيفية نشأتها وتطورها ، إذ ما زالت موضع اختلاف وجدال على صعيد فلسفة اللغة ومناهج دراستها . ولا نريد

الخوض في نظريات نشأة اللغة قديما وحديثا ، لسببين : الأول أن نظريات نشأة اللغة ، قد تناولها كثير من علماء اللغة الغربيين والعرب القدماء والمعاصرين ، في مؤلفات يمكن الرجوع إليها ،

والسبب الآخر هو أن ذلك يخرج البحث عن مساره المنهجي الموضوع له ، ولذلك فإننا نرى ضرورة الإشارة إلى موقفنا من ماهية اللغة ووظائفها ، وتأكيد ما هو راجح لدينا من رأي في هذا الشأن .

فاللغة كما أسلفنا هي انعكاس للفكر ، أي هي التعبير المادي المحسوس عن الفكر ، ولذلك فهى مختصة بالإنسان وحده أما ما جرى تسميته لغة عند الحيوان ، فهو من قبيل المجاز ، لأن أصوات

الحيوان هي أصوات (انفعالية) في المقام الأول ، سواء أكانت عند الحيوانات الأليفة أم المتوحشة ، وهذا ما هو متفق عليه عند علماء النفس وعلماء الحيوان . أما اللغة عند الإنسان فإنها تعبيرية

 وقد ميز جومسكي لغة الحيوان عن لغة الانسان ، على اساس الثبات الغريزي والابداع فوصف لغة الحيوان بانها نمطية ) في حين وصف لغة الانسان بانها) ولذلك فإن تميز الإنسان في امتلاك

الفكر والنشاطات العقلية المختلفة ، جعل لغته متميزة كذلك عما عداها من لغات أخرى في الطبيعة ، إن صحت تسميتها لغات وبناء على ما تقدم فإن اللغة البشرية تتضمن جانبين من الإدراك

للعالم والحياة الإنسانية ، هما نتاج ثنائية التكوين البشري وهي ثنائية الإدراك الحسي والعقلي ، فهناك من الكلمات ما يتعلق بالأشياء والظواهر المادية الحسية ، التي تتشكل منها البيئة الطبيعية

 للإنسان كالنبات والحيوان والأشياء المادية ، التي يستعملها الإنسان في حياته اليومية ، كالشجرة والكتاب والكرسي وما إلى ذلك ، إذ تكون تلك الكلمات انطباعات حسية عن تلك الأشياء ، وهي

بدائل عنها، ترتبط على نحو مباشر في الذهن ارتباطا محايدا ، فإذا ذكرت إحدى تلك الكلمات حضر الشيء الذي ارتبط بها ، وهو ارتباط عرفي اجتماعي وهناك من الكلمات ما هو مرتبط بالجانب

العقلي المجرد، وهو ما يعرف بالمفاهيم أو التصورات العقلية ، كالخير والشر والشجاعة والجبن والعلم والثقافة ، فكل أولئك يعبر عن مفاهيم عقلية مجردة ، متفق على دلالاتها وفق العرف

 الاجتماعي كذلك، ولذلك فإن عملية الخطاب والتواصل التي تتجلى في الكلام ، أي الكلمات في حالة التأليف ، إنما هي عملية نقل الأفكار أو المعاني إلى الآخرين، عن طريق اللغة

 باستعمال الكلمات بدلالاتها الموضوعية لها والمتعارف عليها بين افراد المجتمع اللغوي .

وقسم الكتاب الى عدة فصول وهي  :

الفصل الاول: الشعرية واللسانيات .

الفصل الثاني: السيميائية وتحليل النص الشعري (تشريح النص) للغذامي نموذجا .

الفصل الثالث : شعرية المعنى وبنية الفكر المنطقية .