202العدد (164) - تشرين الاول- 2024

اتصل بنا   

الارشيف   

اسرة المجلة

الصفحة الرئيسية                                                     

اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق


الإمام المختفي من قاضي السماء إلى أحمد بن الحسن اليماني
يوسف محسن
لندن – لندن للطباعة - 2024
850 صفحة
 

 

تعد ظاهرة (المنجي المنقذ المخلص) احد المهيمنات الاساسية في الاديان الإبراهيمية الكبرى، فضلا عن ذلك ظهرت هذه الفكرة في الاديان الوضعية وعند الجماعات والملل والطوائف

المهمشة او المقصية عن حقل الثروة القوة والسلطة السياسية، وقد تجلت تلك الظاهرة بنماذج مختلفة واشكال متعددة وسرديات متنوعة، وهي في المحصلة النهائية فكرة متعلقة بـ نهاية

التاريخ ومتداولة عند مختلف الامم والأديان والثقافات ومؤطرة باطار ميثولوجي ديني او سياسي.

وفكرة ظهور المنقذ ليست وليدة أفكار القرون الوسطى فحسب، بل إنها فكرة اعتقادية لدى كل المجموعات الخلاصية بدءاً من المانوية البابلية وليس انتهاءً بطائفة المورمون المسيحية

حيث تتلاقى الأديان على القول بمجيء المخلص للبشرية والمنقذ لها من الشقاء، سواء كان المسيح أم المهدي المنتظر ، ولا تتورع هذه العقائد عن تحديد فترات زمنية في كل مرحلة من

 التاريخ، وتسبغ على هذا المنقذ الصفات الأسطورية والخيالية، بما يجعله أملاً تنتظره الجماعات والملل والطوائف. بوصفه ملاذ الخلاص النهائي للإنسان والهدف الذي يسعى كل فرد

للوصول إليه. أما في العقائد غير الدينية، فقد شكل عند بعض الشعوب حيث يكون على عاتقها تحرير البشرية وتنقيتها من الضعفاء والشعوب غير الصالحة للحياة بكل ما يعنيه من

اصطفاء جنس بشري يتمتع بالتميز عن سائر الشعوب. ولم تكن الشيوعية أقل إيماناً بالخلاصية الدينية وبالمنقذ أيضاً، فقد شكلت البروليتاريا الجماعة (المصطفاة) لتحرير المجتمعات

من الطبقات التي تقوم باستغلالها وتحقق للإنسان الخلاص عبر الوصول إلى الشيوعية التي تمثل الجنة لدى هذه العقيدة)). وتحيل فكرة الخلاص الى حلم كامن في أعماق الوجدان

 البشري صاغته الأساطير القديمة بأسلوب ملحمي وعاطفي، وأعادت صياغته معظم الديانات بأسلوب تبشيري، ثم حاولت بعض الفلسفات بدورها إعادة صياغته بأسلوب برهاني لضمان

مواصلة (الحلم العظيم) ، سواء باسم الأسطورة أم الدين أم العلم.

ترى الفلسفة ان التركيب ممكن بحيث قد تجتمع القدرة الإلهية مع القانون الطبيعي وفق التركيب الذي تبناه روسو وأطلق عليه اسم (العناية الإلهية)، وقد تجتمع القدرة الإلهية مع القانون

الطبيعي ومنطق التاريخ وفق التركيب الذي تبناه هيجل وأطلق عليه اسم روح العالم، وقد ينفصل قانون الطبيعة ومنطق التاريخ عن القدرة الإلهية كما هو الحال في التجربة الماركسية.

اما في المجال الاسلامي حيث لا يوجد مذهب إسلامي لم يعتقد في مفاهيم الخلاص بشكل عام، والمهدي الذي سينهض حتماً لإطلاق تحول اجتماعي كاسح لاستعادة حكم الله وإشاعة ،

 في أرجاء الأرض، وعلى الرغم من التشابه الكامن خلف فكرة المهدي في الإسلام والأفكار المسيحية عن الخلاص، إلا أنه لا يتعامل مع الإنسان كخاطئ أصلي يحتاج للخلاص عبر التغير

 في الطبيعة الروحية كما في المسيحية، وذلك أن فكرة الخطيئة الكبرى ليست هي الأساس في الإسلام، كما أن فكرة المهدي لا تتشابه مع فكرة القومية اليهودية (مفهوم الشعب المختار

 وتحقق مملكة الله في أرض الميعاد) المهدي في الإسلامية بشكل عام هو المنوط بتأسيس ، ما تسبب بطرح العديد من الأشكال التاريخية لمفهوم هذا الكيان الاجتماعي تحت مسمى دولة الحق

 أو دولة الله .

وقسم الكاتب كتابه الى عدة فصول وهي  :

الفصل الأول: السلوكيون الممهدون والجماعات العرفانية أو المنتظرون .

الفصل الثاني : قاضي السماء .

الفصل الثالث: المهدي تصوراً ذهنياً محضا.

الفصل الرابع: الامام التوأم .

الفصل الخامس : المهدي يدعو الى اسلام جديد وليس الى دين جديد .

الفصل السادس : الامام الغنوصي الولي حبيب الله المختار .

الفصل السابع : الدعوة اليمانية .