أثر حوكمة الموارد البشرية في تحسين
جودة الأداء
ايناس عبد الباقي يوسف علي
بغداد – مطبعة العدالة - 2024
154 صفحة
إن ما تواجهه
مؤسسات التعليم العالي، من مخاطر
وتحديات، يرتكز في الدرجة الأولى على
عملية إصلاح التعليم العالي، وذلك
بسبب ازدياد الطلب على المؤسسات
التعليمية الأكثر استجابة
لتحسين جودة
أداء الموارد البشرية. اذ تعد حوكمة
الموارد البشرية من الموضوعات الهامة،
ولا سيما بعدما تغيرت النظرة المحدودة
التي كان ينظر من خلالها إلى نظم
الموارد البشرية، التي
أصبحت بحكم ما
تتمتع به مميزات وقدرات تصنع التجدد
والنجاح من خلال ثقافة الحوكمة تعنى
بالسهر على تطبيق الثقافة المدنية في
الجامعات في منطقة الشرق الأوسط وعلى
العراق
بشكل خاص ،
وذلك لتجديد عدة أشكال وعدة معايير
كالديموقراطية، المواطنة، الثقافة
القانونية الخ... وكل ما من شأنه أن
يحارب الفساد، ويضمن حقوق الطلاب
والعاملين في هذه الجامعات
والمؤسسات، حيث باتت
حوكمة الموارد البشرية من المفاهيم
الإدارية الأساسية للتطوير على اعتبار
أن العنصر البشري بات خاضعا، وفي أي
مؤسسة، إلى الأخلاقيات والشفافية
والمساءلة،
والأخلاق المهنية
والكفاءات المطلوبة في العمل، لأن كل
النجاحات في المؤسسات هي وليدة عوامل
إنتاجية، تحركها قيادات قادرة على
إدارة شؤونها نحو تحقيق أهدافها
العامة والخاصة، في
وقت أصبح فيه
العنصر البشري اليوم موردا أساسيا من
خلال ما يتمتع به من قدرة على التجدد
والابداع والتكوير والتفكير، وهو الذي
يستطيع من خلال جودة أدائه أن يمنح
المؤسسة،
فرصة تحقيق
استراتيجيتها ورسالتها، ومن هنا تبرز
أهمية الحاجة إلى حوكمة الموارد
البشرية، لكونها تساهم مساهمة فعالة
في تحسين جودة الأداء من خلال وظائف
العاملين التي تعمل
على تحسين أدائهم من
خلال وجود نظام معلومات جديد يستطيع
أن يتلاءم مع البيئة الحاضنة
للتكنولوجيا الحديثة، ويكون قادرا على
توفير معلومات جودة عالية، في وضع كل
ممكن
لإخضاع إجراءات
التوظيف التي تتعلق بإدارة الموارد
البشرية واختيار الموظفين من أصحاب
الكفاءات والسلوك الحسن، لأن مهمة
حوكمة الموارد البشرية معنية بوجود
نظام يوجه الأفراد ويضمن
خضوعهم إلى
المساءلة لما للحوكمة من دور فعال في
نشر السلوك المناسب وتجذيره في
المؤسسات الجامعية، وأخذ العوامل
الاجتماعية والبشرية بعين الاعتبار في
صناعة القرار الذي يحقق
النتائج الإيجابية
للجميع دون استثناء، وبما يوفر لتيسر
الأمور ما يضمن لمؤسسات التعليم حياة
كريمة وعلى جميع المستويات الثقافية
والاجتماعية والسياسية لأن من شأن
حوكمة الموارد
البشرية أن تساهم في
تجاوز الأزمات الناتجة عن القصور في
آليات الشفافية وافتقار إدارات مؤسسات
التعليم العالي إلى الممارسات السليمة
في الرقابة والاشراف ونقص في الخبرات
والمهارات،
والتي تؤثر سلبيا في
كل من ارتبط بالتعامل معها، بشكل
مباشر أو غير مباشر، مما أثر أيضا على
جودة الأداء.
لذلك زاد الاهـ فهوم
الحوكمة، وأصبحت ركيزة أساسية من
ركائز قيام الهيئات والمنظمات، وزاد
الاهتمام بمزايا هذا المفهوم، كما زاد
الحث على تطبيقه في مختلف المؤسسات من
أجل تحسين
جودة الأداء، خاصة
بعد ظهور عدة عوامل ساعدت على بروز
هذا المفهوم من النواحي الفكرية
والعلمية والعملية، وهذا جاء نتيجة
انعكاسات للتطورات والتغيرات الحديثة،
وقد تجلى ذلك في
التغيير الذي
حصل من جانب دور الحوكمة وأثرها في
تحسين جودة الأداء والتطورات المنهجية
والأكاديمية ، وذلك من أجل تنظيم
العمل في القطاعين العام والخاص ووضع
قواعد ومبادئ
لإدارة المؤسسات
والرقابة عليها، وبهذا فإن الحوكمة
تعد من أهم الموضوعات التي لاقت
اهتمام واسعا في المنظمات والمؤسسات.
وهذا ما يتم بحثه في هذه الدراسة
للتعرف إلى أثر حوكمة
الموارد البشرية في
تحسين جودة الأداء في وزارة التعليم
العالي والبحث العلمي في العراق.
قسم الكاتب كتابه
الى ثلاثة فصول وهي :
الفصل الأول إلى
الإطار العام للدراسة.
الفصل الثاني الإطار
المفاهيمي لحوكمة الموارد البشرية .
الفصل الثالث :
منهجية الدراسة
الفصل الرابع :
نتائج الدراسة الميدانية .
الفصل الخامس
النتائج والتوصيات .
|