202العدد (164) - تشرين الاول - 2024

اتصل بنا   

الارشيف   

اسرة المجلة

الصفحة الرئيسية                                                     

اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق

 

مكانة الخليج العربي في الإدراك الاستراتيجي الصيني بعد عام 2001م
د. عقيل مصطفى مهدي
عمان – دار ابصار ناشرون وموزعون – 2024
482 صفحة
 

  يحتل الخليج العربي مركزا مهما في نطاق الإدراك الاستراتيجي للقوى الكبرى الرئيسة في العالم، لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية والصين، اذ تكشف استراتيجيات هذه القوى تعدداً واضحاً في الرؤى

والدوافع المحركة لها، فضلا عن تنوع الأهداف والمصالح التي تسعى كل دولة لتحقيقها وتباين الوسائل والطرق التي تستخدمها في تنفيذ هذه الاستراتيجيات، بعد انتهاء الحرب الباردة ازدادت مكانة الخليج

 العربي في مدركات القوى الدولية والتوازنات العالمية، لأهميتها الجيوستراتيجية النابعة من موقعها الجغرافي الرابط بين قارات العالم عبر البحار والمحيطات والمتحكم بمجموعة من القنوات والممرات

البحرية والاستراتيجية لحركة التجارة وامدادات الطاقة العالمية ومواردها الطبيعية التي تصنف من اغنى مناطق العالم، هذه الميزات جعلتها من مناطق الاهتمام والجذب العالمية للقوى كافة الراغبة والساعية

إلى تطوير استراتيجيات وعلى مستويات عدة، فعلى المستوى الإقليمي يدور رحاها بين إيران، تركيا، الهند، باكستان، السعودية، وعلى المستوى الدولي بين الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، الصين، بمرافقة

التفاعلات الاستراتيجية بين الراغبين داخل المنطقة واتجاهاتها في الاستقطابات للقوى العالمية والإقليمية.

مع التغيير السريع في البيئة الاستراتيجية بعد أحداث حرب الخليج الثانية ازدادت
أهمية منطقة الخليج العربي في الإدراك الاستراتيجي العالمي، وتكرست أكثر بعد أحداث 11 ايلول 2001م، تلتها أحداث متسارعة في المنطقة العربية تمثلت بحرب الخليج الثالثة واحتلال العراق عام 2003م،

 وأحداث ما سمي بالربيع العربي، وما سبقها من الحرب على الإرهاب في أفغانستان والعراق، كل ذلك جعل من هذه المنطقة محورا للتفاعلات الإقليمية والدولية للدول العظمى والكبرى والدول الصاعدة

ومنها الصين التي ميزتها كنقطة الارتكاز الأساسي في نهضتها وصعودها، تتطلع من خلالها إلى دور عالمي، وظلت تظهر استعدادا للتدخل في قضاياها وان كانت بعيدة عن حدودها الجغرافية ومجالها

الحيوي. لقد وجدت الصين في منطقة الخليج العربي أحد أهم توجهاتها الاقتصادية من جهة وملاذاً للخروج من العزلة الدولية من خلال تحرير السياسة الخارجية لنمط التفكير الصيني ونماذجه السلوكية

 باعتماد مبدأ الانفتاح النشط وضرورة أن يكون لها دور مميز في تفاعلات البيئتين الإقليمية والدولية، كل ذلك شكل تهديدا لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، وفي ذات الوقت تفصح الولايات

 المتحدة الامريكية عن خشيتها أن يدفع هذا النمو السريع الصين الى امتلاك قدرات عسكرية وتكنولوجية مكافئة للتطور الاقتصادي يدعم صعودها في نسق السلطة الدولي.

لقد اسهمت المتغيرات الداخلية والخارجية في التأثير على التوجهات الاستراتيجية
للصين حيال منطقة الخليج العربي من خلال جملة محاور لاسيما فيما يتعلق بارتباط المدركات الاستراتيجية الصينية بطبيعة الاهداف والمحددات المحيطة بمنطقة الخليج العربي، فالمتغيرات المؤثرة

في الاستراتيجية الصينية مثلت مدخلاً مهماً لفهم الواقع والمستقبل الذي تشهده التفاعلات بين جميع الاطراف في المنطقة. ان المتغيرات الموضوعية (الاقليمية والدولية) المتمثلة بقيام الولايات المتحدة

الامريكية في استغلال الازمة التايوانية والبيئة المضطربة في بحر الصين الجنوبي وسعيها القيام بتحالفات مع دول قريبة من الصين مثل اليابان كوريا الجنوبية والهند لا يجاد بيئة مضطربة تهدد الامن

 القومي الصيني وتحدد من تطلعاتها لتصبح قطباً عالمياً ثانياً في المستقبل، كانت احدى العوامل المؤثرة في الاستراتيجية الامريكية المضادة للتوجه الصيني نحو المنطقة الخليجية .

وقسم الكتاب الى عدة فصول وهي :

الفصل الاول : الاطار المفاهيمي : المكانة الادراك والمفاهيم المقاربة لهما .

الفصل الثاني: الأهمية الجيوستراتيجية لمنطقة الخليج العربي في الادراك لاستراتيجي الصيني .

الفصل الثالث: المتغيرات المؤثرة في الادراك الصيني تجاه الخليج العربي .

الفصل الرابع : تقييم الأداء الصيني لمكانة الخليج العربي وآفاق المستقبل .