اليورانيوم المنضب الرعب النووي في
حروب الخليج
د. مسطر عبد الله العلي بيك
البصرة – دار الجنوب البصرة - 2024
871 صفحة
تناول
الكتاب واحداً من أهم الموضوعات في
حروب التحالف الدولي واستخدامه
لليورانيوم حيث يُعَدُّ من العتاد
الخطيرة التي شغلت البشرية جمعاء، فقد
كثر الحديث عنه عند ذوي الاختصاص،
وعُني به في وسائل الإعلام بعد حرب
الخليج
الثانية سنة 1991 ، وحروب
البلقان 1995- 1999 ، وغزو العراق
واحتلاله سنة 2003 . وما رافق هذه
الحروب من استخدام لذخيرة اليورانيوم
المنضّب. ومن اللافت إن الاهتمام
بقضية اليورانيوم المنصب قد تزايد في
السنوات
الأخيرة؛ لذا حتمت الحاجة
شعوب المنطقة وفي مقدمتهم الشعب خاطر
هذا العنصر، وطبيعته، وأماكن توا. ،
وطرق التعامل الآمن معه فضلاً عن
امتداد آثاره السلبية لسنوات بعيدة
الأمد.
اليورانيوم المنصب مادة سامة ،ومشعة،
وهو ناتج عرضي عن عمليات تخصيب
اليورانيوم، ويعد نفايات نووية تسبب
مشاكل بيئية خطيرة، له خواص
اليورانيوم الطبيعي نفسها إلا أنه
يحتوي على %60 من إشعاع اليورانيوم
الطبيعي أي أن الإشعاع الصادر عنه يقل
بنسبة 40% من مستوى الإشعاع الصادر من
خام اليورانيوم في صورته الطبيعية ،
ويتكون من ثلاثة نظائر من اليورانيوم
هي يورانيوم 234 ، يورانيوم 235
ويورانيوم 238، إلا أن نسب
يورانيوم
-234، ويورانيوم 235 في اليورانيوم
المنصب هي أقل من مثيلاتها في
اليورانيوم الطبيعي، عمره النصفي هو
4.5 مليار سنة. ينفرد اليورانيوم
المنصب بكثافته العالية والبالغة 19.1
غرام السنتيمتر مكعب أي أنه أثقل من
الماء 19 مرة تقريبا ومن الرصاص 1.7
مرة، وتساوي تقريباً كثافة التنجستين
والذهب.
لقد تعرض الإنسان في هذه الدول،
وبيئته الطبيعية، وكائناتها الحية إلى
خطر التلوث الإشعاعي باليورانيوم
المنصب، إذ تسبب في تغييرات جسيمة على
المستويين الإنساني والبيئي، لا سيما
في العراق وتحديداً في قسمه الجنوبي،
وهو الأمر الذي أبرزته الوقائع
الصحية، والدراسات الميدانية الرصينة
بعد عام 1991، فضلاً عن الوثائق التي
قدمتها المشافي العالمية والعربية
والمحلية، التي أثبتت إصابات حقيقية
بأمراض السرطان، وعرضت تشوهات خلقية
وأمراض أخرى مستجدة ليس لها اسم سابق
في منظمة الصحة
العالمية، وهي كارثة صحية وبيئية تعد
الأخطر في التاريخ الحديث.
ونرى أنها تفوق فاجعتي هيروشيما وناجا
زاكي. فقد بلغت كمية الأعتدة المصنعة
من اليورانيوم المنصّب التي ألقتها
القوات الأمريكية والبريطانية
وحلفاؤهما على العراق في حرب الخليج
الثانية عام 1991 ما بين 350-800
طناً،
كما تقدر الأعتدة الملقاة على
أرض العراق أثناء غزوه واحتلاله عام
2003 بـ 1100 1200 طناً. وهذا وفقاً
لما قدره البرفسور ياغازاكي.
كما وألقت القوات الأمريكية 31 ألف
قذيفة يورانيوم منصب أثناء حرب كوسوفا
مطلع عام 1999 ، وعشرة آلاف قذيفة
أثناء حرب البوسنة عامي 1994، 1995.
وهو أمر يدعو إلى الحزن والتذمر
والاستياء، مثلما يدعو إلى الاستنفار
والحذر من هذا الخطر الجسيم، إذ إن
استعمال سلاح اليورانيوم المنضب
المحرم دولياً يعد جريمة لا تغتفر بحق
الإنسانية.
وهكذا فإن واجبنا يحتّم علينا توظيف
تخصصنا عملياً وترجمته على أرض الواقع
؛ لتحقيق الغاية الإنسانية النبيلة،
وتزويد الناس بالمعلومات الأساسية عن
اليورانيوم المنضّب ،وطبيعته،
واستخداماته السلمية والحربية وطرق
الحد من تأثيراته السلبية على الإنسان
والبيئة، فضلا عن استخدامه في الحروب،
حرب الخليج الثانية عام 1991 ،
والبلقان 1995-1999 ، وغزو العراق
واحتلاله 2003 وما خلفه من جرائم بشعة
بحق البشرية.
وتجدر الإشارة إلى أنه تعزز ميلي نحو
العمل بهذا الكتاب، عندما تبين عدم
وجود دراسة تخصصية موسعة بمثل عنوانه
تغطي الموضوع بصورة أكثر شمولية
وفائدة للباحثين والقراء. ولا ندعي أن
هذا الكتاب هو بمثابة مرجع شامل
في
ميدان الفيزياء النووية أو الإشعاعية،
إذ إن ذلك الميدان من العلم قد أصبح
تراكمي البناء يصعب تحرير كتاب أو
مجموعة كتب فيه، فكل منا يستفيد من
تجارب الآخرين ويعمل على تطويرها بما
ينسجم مع احتياجات الإنسان
وإنما جاء
تلبية لرغبة مجموعة من المختصين بهذا
الميدان لتقديم مساهمة متواضعة في اظهار بعض التصورات العلمية عن
اليورانيوم المنضب لدى عامة الناس
وانطلاقا من ايماني بأهمية هذا الكتاب
واحتوائه لكثير
من التوضيحات
والموضوعات المقيدة .
وقسم الكتاب الى عدة فصول وهي :
الفصل الأول: الذرة وخواص المادة .
الفصل الثاني: الاشعاعات النووية
وظاهرة النشاط الاشعاعي .
الفصل الثالث: الجرع الاشعاعية ووحدات
قياسها .
الفصل الرابع: حدود الجرع .
الفصل الخامس: التأثيرات البيولوجية
للإشعاع .
الفصل السادس: اليورانيوم الطبيعي .
الفصل السابع: اليورانيوم المنضب .
الفصل الثامن: استخدامات اليورانيوم
المنضب .
الفصل التاسع: التأثيرات الصحية
لليورانيوم المنضب.
الفصل العاشر: اليورانيوم المخصب .
الفصل الحادي عشر: مخاطر استخدام
اليورانيوم المنضب في العراق .
الفصل الثاني عشر: الدراسات والتقارير
الدولية والمحلية حول التلوث
باليورانيوم المنضب في العراق .
الفصل الثالث عشر: المفاعلات النووية
. |