202العدد (164) - تشرين الاول - 2024

اتصل بنا   

الارشيف   

اسرة المجلة

الصفحة الرئيسية                                                     

اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق


 

الذاكرة الجمعية في المجتمعات غير المستقرة وتأثيرها على بناء السلام (البوسنة بعد العام 1995 انموذجا)
زيد رافع سلطان داود
كلية العلوم السياسية – جامعة النهرين– اطروحة دكتوراه – 2024
281 صفحة
 


     

تعد دراسات موضوع الذاكرة الجمعية وتأثيرها في بناء السلام موضوعاً مشتركاً لحقول معرفية متنوعة ولها أثاراً متداخلة مع الحقل السياسي والاجتماعي والتاريخي وكما أنها لا تعد مجرد سرد واستنكار لأحداث ماضية ،

 وإنما هي دروس عبر ثقافات ممتدة تتجاوز الأزمنة والأمكنة ، وتنعكس على بناء الهوية والسلام المستدام ، عبر تحويل الماضي الى معلومات وقيم وتصورات تؤثر في الحاضر واتجاهات المستقبل فمن يتحكم في

 الماضي يتحكم في لحاضر والمستقبل فتحاول النظم السياسية بصورة عامة ، بلورة ذاكرة جمعية عبر وجود منظومة اجتماعية تحاكي توحيد الذاكرة وتوجيهها أي ان النظام يسعى الى التعامل مع الذاكرة ببعديها

الجمعي والمجتمعي ، كون الذاكرة الجمعية في مجتمع ما يمكن ان تؤجج الصراع أو تبقية من دون سلام أو تجعل السلام هشاً وغير مستدام خاصة إذا استشعرت الذاكرات الاجتماعية ظلماً أو عدم العدالة في التعامل

مع استحضار الماضي العنيف .

لذا تزايد اهتمام الباحثين بتأثير الذاكرة الجمعية وسياسات التذكر والنسيان في المجتمعات غير المستقرة التي تعاني صراعات عنيفة أو خرجت منها وتسعى لتحقيق السلام ويقصد بسياسات التذكر ، صراع القوة بين جماعات

 المصالح المختلفة في المجتمع حول ما الذي يتم تذكره أو نسيانه من وقائع الماضي فهناك تقاطع بين الذاكرة والصراع عبر توظيف سياسات الذاكرة فقد يكون أثرها سلبياً على بناء السلام بتأجيج الصراع بسبب التباين

 في تفسير احداث الماضي ، عبر تبني سرديات الصراع تكرس مشاعر الانتقام وتزيد من خطاب الكراهية أو يكون لها تأثير ايجابي ببناء السلام من خلال توظيف سياسات الذاكرة في بناء الهوية الوطنية عبر آليات العدالة

 الانتقالية والمصالحة ، وأمن الذاكرة بما ينقل المجتمعات من حالة الصراع الى السلام الايجابي والتركيز على المشتركات الثقافية والحضارية .

بناء الذاكرة الجمعية عبر مجموعة من العوامل التاريخية والاجتماعية والسياسية وفيما يتعلق بالعامل التاريخي يمثل التاريخ انعكاس التجارب والاحداث الماضية على سلوك الفرد والمجتمع وحتى النظام السياسي، تبعاً

 للممارسات التي يعتمدها الافراد والمجتمعات لفهم ماضيهم وتحليله أما العامل الثقافي فيعكس تأثير التمثيلات الثقافية كالقيم والمعتقدات والتقاليد وكيف تسهم في تكوين هويات الفرد والجماعة في حين يتجلى تأثير العامل

السياسي السياسات والاحداث الجارية على تشكيل الذاكرة الجمعية فالوقائع والاحداث السياسية تسهم بشكل كبير في تحديد الذاكرة الجمعية .

وقسمت الأطروحة الى عدة فصول وهي :

الفصل الاول : الاطار المفاهيمي والنظري للدراسة .

الفصل الثاني : تشكيل الذاكرة الجمعية ومرتكزات بناء السلام في المجتمعات غير المستقرة .

الفصل الثالث : تأثير الذاكرة الجمعية على بناء السلام في المجمعات غير المستقرة .

الفصل الرابع : الذاكرة الجمعية في البوسنة وأثرها في بناء السلام بعد الحرب الأهلية 1992-1995 .