2العدد (164) -تشرين الاول - 2024

اتصل بنا   

الارشيف   

اسرة المجلة

الصفحة الرئيسية                                                     

اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق

 

المؤسسة العسكرية في إيران (دراسة سياسية اجتماعية)
د. حسين علي مكطوف الاسدي
بغداد – الدار البابلية – 2024
467 صفحة
 

 

 

بين الكاتب في محتوى كتابه أحدى المؤسسات العسكرية البارزة في الشرق الأوسط وهي المؤسسة العسكرية الإيرانية حيث تناول جانبين مهمين في تلك المؤسسة وهو الجانب السياسي والجانب الاجتماعي .

يُعد العامل العسكري لأي دولة واحداً من اهم العوامل الأكثر سعياً للحصول على مستويات عالية من الاستقلالية، كما يمثل الاستعداد اللازم لمواجهة تحد مزدوج أذ يشكل أمن المواطنين شرطاً لا بد منه

 لممارسة الحقوق الديمقراطية داخلياً من جهة، والعمل قوة رادعة بوجه التهديدات الخارجية من جهة ثانية. وغالباً ما تدخلت المؤسسة العسكرية إما لحماية العلمانية من المد الإسلامي (وهذا ما حدث

 في تركيا سابقاً، وكذلك في مصر، فقد عملت المؤسسة العسكرية في مصر لحماية الدولة من نظام فشل في إدارة مشاكله الداخلية والخارجية، مثل النظام الملكي فقامت بثورة عام  (1952 أو

 لحماية الثورة وعدم الانجرار وراء الحرب الاهلية، فتدخلت المؤسسة العسكرية بثورة عام 2011 في مصر، إما في إيران فقد كان للمؤسسة العسكرية في الواقع السياسي والاجتماعي في جميع مراحل

 تطور الدولة منذ قيام بلاد فارس وحتى إعلان دولة إيران الحديثة وصولاً إلى الجمهورية الإسلامية أذ كان لها دور متغير، ففي ظل النظام الشاه كانت تعمل لحماية الشاه من جهة وأداة لسيطرة

 الدول الغربية على المنطقة من جهة ثانية، وبعد قيام الثورة الإسلامية عام 1979، لجأ قادة الثورة الإسلامية إلى شبه إعادة تأسيس للمؤسسة العسكرية، مما أدى إلى قدرتها على التكيف والمرونة

بدلاً من الجمود إذ تمثل مرونة كل مؤسسة في قدرتها على تجاوز التحديات في محيطها وهذا ما حصل مع المؤسسة العسكرية الإيرانية التي تكيفت مع التغيير بعد الثورة الإسلامية واستطاعت جذب

الكتل الاجتماعية التي كانت لا تتوافق مع هذه المؤسسة في مرحلة الشاه (محمد رضا) كما عملت حكومة الجمهورية المؤسسة العسكرية في إيران الإسلامية على رفع مستوى قدرات مؤسستها العسكرية

وتطويرها وايضاً على تعدد الواجبات والمهام الموكلة لها، إذ أصبحت المؤسسة العسكرية في الجمهورية تمتلك هيكلاً عسكرياً يختلف عن الدول الأخرى، الدول لديها هياكل عسكرية منفصلة في

 المهام، إلا أن بعض هياكل المؤسسة العسكرية في الجمهورية تتعدد مهامها لتصبح مهام داخلية وخارجية، إلى جانب ذلك يبرز أثر المؤسسة العسكرية في الحياة الاجتماعية خاصة في ظل

 التركيبة العقائدية لدى أفراد المؤسسة العسكرية إذ كان لها دور أنعكس ايجاباً لتثبيت أسس النظام السياسي والاجتماعي وفرض الاستقرار في ظل تحديات داخلية وخارجية وقد استطاعت المؤسسة

 العسكرية أن تحقق تقدماً صناعياً ملحوظاً إذ بات البرنامج الصاروخي على سبيل المثال يمثل تحدياً للدول المعادية لسياسة الجمهورية الإسلامية فضلاً عن القدرات الصناعية التي تدعم التشكيلات

 العسكرية مما أعطى مكانة مهمة للمؤسسة العسكرية في الجمهورية الإسلامية إذ تمكن قادة الجمهورية من توظيف القدرات والموارد الطبيعية والمادية في عملية إعادة بناء المؤسسة العسكرية.

وأدرك قادة المؤسسة العسكرية ضرورة أنشاء شبكة من العلاقات تمكنهم من أداء دور مهم على المستويين السياسي والاجتماعي إلا أن ثمة نقطة مهمة إلا وهي البنية الهيكلية للمؤسسة العسكرية

 إذ كان الجيش أقل نفوذاً من الحرس الثوري الذي احتل الدور الأكبر في كلا المجالين السياسي والاجتماعي وتعدى ذلك ليصل إلى الدور الاقتصادي، ويعود ذلك إلى ارتباطهم المباشر بمؤسسة الولي

 الفقيه (القائد)، فضلاً عن الظروف التي أدت إلى تأسيس الحرس الثوري مما جعلهم موضع ثقة القيادة وأغلب النخب في النظام السياسي وقد أدى امتداد الدور الذي لعبه الحرس الثوري على المستوى

 الخارجي إلى اعطائه مكانة التفوق التي يجب أن يحظى بها الجيش حتى صار الحرس الثوري يشارك بعملية صنع القرار كجماعة ضغط في النظام السياسي سعياً إلى تحقيق اهدافهم الخاصة كزيادة

الميزانية مثلاً.

وعلى المستوى الاجتماعي يمثل المجتمع النواة الاساسية لوجود الدولة وبعد قيام الجمهورية الإسلامية أدى التحاق الجموع البشرية إلى المؤسسة العسكرية الناشئة مع وجود أفراد الجيش السابق المرتبطين

 بمجتمعهم إلى بروز علاقة وثيقة بين المجتمع والمؤسسة العسكرية ويمكن القول أن الجمهورية الإسلامية تحقق نقطة فريدة بوصف العلاقة العسكرية - الاجتماعية إذ تمثل قوات التعبئة (الباسيج)

 ميزة تنفرد بها الجمهورية عن دول العالم نتيجة لتطوع الملايين مع تلك القوات من مختلف شرائح المجتمع فضلاً عن العامل الديني الذي مثل حلقة وصل بين المجتمع والمؤسسة العسكرية التي كانت

 عقيدتها قائمة على اساس ديني (المذهب الشيعي) وما ساعد على ذلك هو الاغلبية الاجتماعية للشيعة على المذاهب الأخرى.

وبما أن قادة الثورة الإسلامية هم من رجال الدين وعلى رأسهم الإمام الخميني لذلك استطاع الأخير ورجال الدين من صهر العقيدة الشيعية ودمجها بالعقيدة العسكرية لتمثل نقطة التقاء بين العسكر

 والمجتمع وتتباين شبكة العلاقة مع المجتمع ببروز تحدي للمؤسسة العسكرية على المستوى الداخلي إذ رافق النظام السياسي معارضة سياسية أخذت طابعاً مسلحاً حتى بات يعرف أن الجمهورية

الإسلامية من أوائل الدول التي شهدت عمليات إرهابية منظمة مثل العمليات التي نظمتها منظمة مجاهدي خلق فضلاً عن وجود حركات اجتماعية تتمثل بقوميات ومذاهب اخرى مستفيدة من

موقعها الجغرافي المحاذي لدول تعارض سياسة الجمهورية الإسلامية مما أعطى تلك الحركات دعماً معنوياً أن لم يكن مادياً ايضاً.
وتصاعدت تلك الحركات لتصل حد التطرف وممارسة الاعمال الارهابية.

وعلى المستوى الخارجي استدعى قيام الجمهورية الإسلامية واتباعها سياسة معادية للغرب والولايات المتحدة الأمريكية وكذلك (إسرائيل)، لأن تكون المؤسسة العسكرية في المقدمة لمواجهة أي

 تطور يصل إلى حد المواجهة العسكرية هذه التداخلات للمؤسسة العسكرية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية السياسية والاجتماعي ... الخ وقسم الكاتب محتوى كتابه إلى عدة فصول وهي  :

الفصل الاول : المؤسسة العسكرية ومكوناتها بعد قيام الثورة الاسلامية عام 1979 .

الفصل الثاني : مقومات القوة والتيارات السياسية وأثرها في المؤسسة العسكرية .

الفصل الثالث : السلطات الدستورية وعلاقتها بالمؤسسة العسكرية .

الفصل الرابع  :المؤسسة العسكرية بين النخب الاجتماعية والتحديات الأمنية .