202العدد (165) - كانون الثاني- 2025

اتصل بنا   

الارشيف   

اسرة المجلة

الصفحة الرئيسية                                                     

اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق

 

 

كلنا فاسدون نظرة في سوسيولوجيا الفساد في العراق

محمد منذر عودة

بغداد – مطبعة غسان - 2024

69 صفحة

 

  

   أصبح الحديث عن الفساد روتينا يوميا يدور في الجرائد والبرامج التلفزيونية وشبكات التواصل الاجتماعي وبين أحاديث الأصدقاء والأقارب، فلا يجتمع اثنان إلا وأخذ الفساد حيزا من حديثهما. إن هذا الانشغال بالحديث

 عن الفساد نابع من انعكاساته السلبية الملموسة والمؤثرة في الحياة اليومية للفرد اقي .. ففي السنوات الأخيرة صار الفساد في العراق منقطع النظير لا يحده حد ولا يحصيه عد، حتى أخذ العراق يتنافس على صدارة

 قائمة الدول الأكثر فسادا لسنوات متتابعة.

وفي الوقت الذي نعترف فيها أن الفساد مشكلة ارتبطت بوجود الإنسان منذ القدم ولا يكاد يخلو تاريخ دولة أو مجتمع منه، إلا أننا في الوقت ذاته نقول: إن الفساد الذي يجري في العراق هو منقطع النظير لم يعهده

الإنسان، والشاهد على ذلك هو ما نراه من فضائح يشيب منها الولدان، وأما المخفي فهو أعظم.... لقد عاث الفساد في العراق خرابا حتى حوله إلى أحد أسوأ دول العالم في القطاع الصحي والتعليمي والصناعي

والزراعي، ومن أثره وانعكاساته أنه :

زاد من التفاوت الطبقي والاجتماعي.

أضعف سلطة القانون وقوض ثقة المواطن بالدولة.

أوقف عجلة التنمية.

عزل العراق عن الجو الاستثماري.

ساهم بالقضاء على القيم الأخلاقية.

زاد من نسب البطالة.

زاد من إهدار المال العام والممتلكات العامة.

بناء على ذلك شرعنا بالبحث عن أسباب ودوافع هذا الفساد المنقطع النظير بنية إيجاد حلول للقضاء عليه مع تأكيدنا على أن الحديث عن الفساد هو أمر ليس بهين خصوصا إن كان في بلد معقد الفهم والتركيب كالعراق ؛

 لذلك لا نعتبر هذا البحث المتواضع هو بحث كاف للأحاطة بكل جوانب هذه المسألة إنما هو محاولة لتقديم قراءة ورؤية مختلفة.

ويعتقد الباحث أن البحث بموضوع الفساد هو أمر ضروري جدا وحري أن يبذل من أجله الجهد والمال والوقت وأن تقدم فيه القراءات والافكار والدراسات المختلفة، ومن هنا ندعو كافة المؤسسات والشخوص العلمية

 والثقافية والسياسية إلى البحث الجاد في مسألة الفساد في العراق للوقوف على أسبابه ودوافعه ونتائجه لعلنا نتمكن من إيجاد الحلول والمعالجات المناسبة للقضاء عليه ولتخليص هذا الشعب المسكين من هذه الآفة

الخبيثة التي تنخر جسده منذ عقود.