شخصيات عراقية في وثائق رسمية خاصة
أ.د. علي تقي عبد البلداوي
بغداد – الكتاب – 2025
377 صفحة

يرى الكاتب ان اغلب الباحثين اعتادو
ان يسلطوا الضوء ساطعاً على شخصيات
تاريخية معروفة للقاصي والداني،
ويتجاهلون بالمرة، تناول شخصيات
مغمورة، بحجة عدم توفر المعلومات
الكافية عنها، ولكن لو بذلوا كل
ما
بوسعهم، لوجدوا هناك معلومات في غاية
الاهمية عن هذه الشخصيات وكشفوا عن
جوانب خفية من صفحات تاريخ العراق
الحديث والمعاصر التي مازالت اغلبها
مجهولة، ويعوزها التوثيق الدقيق،
فمثلا ان الجندي الأول
كاظم عارف الذي كان سائقاً لـ ( عبد
الكريم قاسم ) رئيس وزراء العراق
للمدة من ١٤ تموز ولغاية 8 شباط ١٩٦٣
، قد استشهد اثناء تعرض الزعيم عبد
الكريم قاسم إلى محاولة الاغتيال في
شارع الرشيد بتاريخ 7 تشرين الأول
عام ١٩٥٩ ، وقد ظلت جروح عبد الكريم
قاسم التي نزفت نتيجة اصابته تعلو
اقلام الباحثين. في حين، أن استشهاد
السائق المسكين كاظم عارف لم يشر اليه.
وعلى الغرار نفسه هناك العديد من
الباحثين لا يعرفون اسماء العراقيين
الذين استشهدوا دفاعاً عن فلسطين عام
١٩٤٨ . فضلا عن ذلك، هناك شخصيات
سياسية سواء قومية ام يسارية قد عانت
الامرين في نضالها السياسي،
الا انه الباحثين لم يذكرونهم بالمرة،
بل سلطوا لضوء ساطعاً على القادة فقط،
امثال يوسف سلمان يوسف السكرتير العام
للحزب الشيوعي العراقي السري، وفؤاد
الركابي امين سر القيادة القطرية
للبعث، وكامل الجادرجي رئيس
الحزب
الوطني الديقراطي وغيرهم، وهذا مما
ادى الى حدوث اختلال في التوازن من
حيث قراءة الحدث التاريخي، ووضعه في
سياقه الطبيعي. بتعبير ادق، أن قراءة
الحدث التاريخي بعين واحدة، من خلال
تسليط الضوء على
قادة هذا الحدث او ذاك، وغض طرف العين
الثانية عن المشاركين الصغار فيه تؤدي
حتماً إلى عدم استيعاب الحدث التاريخي
بشكل كامل وواضح وصريح . بحكم هذه
الحقائق، ازددت حماساً لأكشف عن وثائق
امنية رسمية،
البعض منها، تنشر لأول مرة، والبعض
الآخر لم يسلط الضوء الكافي عليها،
وقد شملت هذ الوثائق شخصيات سياسية
ومستقلة واكاديمية من اقصى اليمين الى
اقصى اليسار، مما يؤكد القول ان هذا
الكتاب هو بمثابة مسح
شامل
عن تاريخ العراق او كما يسميه اصحاب
الاختصاص هو "بيوغرافيا" أي مسح شامل
لسيرة شخصيات عدة، سواء على الصعيد
السياسي أم على الصعيد المهني، واذا
ما تمعن القارئ اللبيب في سيرة هذه
الشخصيات
سيتوصل
الى بواطن الاشياء، وهذا هو الذي
يهمنا بالدرجة الاساس.
بعبارة
أكثر دقة ووضوحاً، أن التاريخ عبارة
عن ظاهر (معلن)، وباطن (غاطس)، فظواهر
الاشياء اصبحت معروفة للجميع . |