202العدد (166) - اذار- 2025

اتصل بنا   

الارشيف   

اسرة المجلة

الصفحة الرئيسية                                                     

اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق

 

التوجه الأمريكي نحو العراق من عام 1941-1958
د. حسين علي عبود الطائي
بغداد – الورشة - 2024
398 صفحة
 

 


 

    

    يعد العراق أحد أهم الأقطار العربية ضمن منطقة الشرق الأوسط، فهو محط أنظار القوى الدولية منذ زمن بعيد لما يتمتع به من أهمية اقتصادية واستراتيجية . منذ أواخر القرن الثامن عشر لم تكن للولايات

المتحدة الأمريكية أية اهتمامات بالعراق لأسباب داخلية، إلا انها وجهت عنايتها بالمنطقة بعامة والعراق بخاصة في بدايات القرن التاسع عشر، حينما كان العراق يخضع للسيطرة العثمانية، إذ بدأ التعامل التجاري

 رسمياً بين الدولة العثمانية والولايات المتحدة الأمريكية من خلال توقيع إتفاقية للتجارة والصداقة عام ١٨٣٠، سبقها تعاملات تجارية بين تجار الدولتين أعقبها توقيع إتفاقية جديدة بينهما عام ١٨٦٢ حصلت بموجبها

 الولايات المتحدة على إمتيازات عدة، فضلاً . عن تواجد القناصل الأمريكيين في أغلب أرجاء الدولة العثمانية ومنها العراق، مما فتح المجال واسعاً أمام توافد المبشرين الأمريكيين الذين قاموا بفتح إرساليات تبشيرية

في مصر وبلاد الشام عامي ۱۸۲۲ و ۱۸۲۳ وفي العراق والجزيرة العربية عام ١٨٩١ .

قامت تلك الإرساليات التبشيرية بإفتتاح مدارس تعليمية ومراكز صحية ومستشفيات في بغداد والموصل والبصرة والناصرية، فضلاً عن توجه خبراء الآثار الأمريكيين للتنقيب عن الآثار في العراق .

بعدها شهدت التوجهات الأمريكية نحو العراق تطورات عدة تبعاً للعوامل الداخلية والظروف الدولية، مما كان لها الأثر الكبير في خدمة المصالح الأمريكية على المدى البعيد،  لاسيّما قيام الحرب العالمية الأولى للأعوام

 ١٩١٤ - ١٩١٨ التي أدت الى انهيار الدولة العثمانية وخضوع العراق لإحتلال آخر من قبل بريطانيا، الأمر الذي أدى الى السيطرة على مقدرات العراق الإقتصادية، لذلك حاولت الولايات المتحدة الأمريكية تأمين

 مصالحها المتعددة في العراق ومنافسة بريطانيا ومد نفوذها اليه والتدخل في شؤونه الداخلية، وبعد اكتشاف النفط في العراق سعت الولايات المتحدة الأمريكية لتطوير توجهاتها الإقتصادية للحصول على امتيازات

 النفط لاسيما بعد تكهنات الخبراء الأمريكيين عام ۱۹۲۲ عن نضوب النفط في أراضي الولايات المتحدة الأمريكية .

ثم جاءت الحرب العالمية الثانية للأعوام ١٩٣٩-١٩٤٥ والتي منحتها الفرصة التاريخية لتوسيع مصالحها الاقتصادية والتعليمية والثقافية والعسكرية والتجارية في العراق لاسيما بعد انحسار النفوذ البريطاني،

وظهور منافس جديد وقوي (الإتحاد السوفيتي) لمزاحمة الولايات المتحدة على مناطق النفوذ في الشرق الأوسط بعامة والعراق بخاصة، مما حدى بالإدارة الأمريكية ان تبحث عن توجهات سياسية وعسكرية جديدة

تجعل من العراق قاعدة النقطة

اقتصادية وعسكرية من خلال ربطه بالأحلاف والمشاريع كمشروع الرابعة عام ١٩٤٧ ومبدأ ترومان عام ۱۹٤٩ ومشاريع الدفاع عن الشرق الأوسط للأعوام ۱۹۵۰ و ۱۹۵۱ و ۱۹۵۲ ثم ميثاق التعاون المتبادل

عام ١٩٥٥ وأخيراً مبدأ ايزنهاور عام ١٩٥٧ ، والتي لم تفلح جميعاً في إقناع الرأي العام والقوى الوطنية العراقية عن جدوى الأساليب الإستعمارية الجديدة لربط

العراق بالعجلة الغربية، إذ تم إقتلاع النظام الملكي المتحالف مع بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية بثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ .

وقسم الكتاب الى عدة فصول وهي:

الفصل الاول: التوجه الامريكي نحو المنطقة العربية خلال القرن التاسع عشر .

الفصل الثاني : التوجه الامريكي نحو العراق خلال الحرب العالمية الثانية 1939-1945 .

الفصل الثالث: التوجهات الجديدة للولايات المتحدة الامريكية نحو العراق 1946-1952 .

الفصل الرابع : الستراتيجية الامريكية تجاه العراق 1952-1954.