الاختلافات والمشتركات في كتابة
سيناريو المحتوى الاعلامي والدرامي
د. سيف الدين حسين خلف الجبوري
بغداد – فضاءات الفن – 2025
129 صفحة

يمثل
هذا الكتاب دليل علمي ومنهجي وتطبيقي
يهدف إلى بيان الاختلافات والمشتركات
بين آلية كتابة السيناريو للمحتوى
الإعلامي والمحتوى الدرامي، ومن
الواضح أن ثمة اختلاف بين المحتوى
الإعلامي
والدرامي من حيث كتابة السيناريو
والإخراج النهائي وطرائق التأثير التي
يسعى إليها القائم بالاتصال، ففي اطار
الإنتاج والإخراج الفني للمحتوى
الإعلامي، وتحديدا جزئية كتابة
السيناريو، يهدف القائم بالاتصال إلى
إيصال المعنى المرمز في المضمون بشكل
مباشر إلى المتلقي، دون الاستناد بشكل
كامل على الشخصيات الكاريكترز وما
تقوم به من حركات وسكنات، وما تبديه
من مشاعر وأحاسيس، فالشخصيات تمثل
العنصر
الأبرز
ضمن عناصر الشكل الفني المصاحب لعرض
المضمون في عمليات الإنتاج الفني، ولا
سيما في الإنتاج الدرامي، لذا فكتابة
السيناريو تستند بشكل كبير على
الشخصيات الكاريكترز، باعتبارها عنصر
الشكل
الأساسي
التي يمر عن طريقها المعنى المرمز في
مضمون المحتوى الدرامي، فضلا عن عناصر
الشكل الأخرى من ديكورات ومكياج
وإكسسوارات وأزياء وحركات الكاميرا
وزوايا التصوير وغيرها من عناصر
الشكل،
التي
تؤدي الوظيفة ذاتها لكن بدرجات
متباينة.
لذا ينبغي بيان الاختلافات التي على
كاتب السيناريو معرفتها عند كتابة
النص للمحتوى الإعلامي والمحتوى
الدرامي، وأبرزها إن كاتب السيناريو
للمحتوى الإعلامي عند كتابته للنص
الإعلامي يخضع للواقع، أي يتقيد
بما هو موجود في الواقع دون تلاعب يخل
بوظيفة الإعلام وهي الإخبار أو
الإنباء، أما عند كتابته لنص
السيناريو الدرامي فإنه يخضع الواقع
له أي يكون واقعا جديدا، تحدده وتؤطر
تفاصيل القصة والاختلافات من جانب
آخر
هي ضرورة معرفة الكاتب أن المعنى
المرمز في المضمون في المحتوى
الإعلامي يقتضي إيصاله مباشرة إلى
المتلقي دون الاستناد بشكل كامل على
الشخصيات وما تقوم بها من حركات
وسكنات، وما تبديها من
مشاعر وأحاسيس، كما يحصل ذلك في
الكتابة للمحتوى الدرامي، فضلا عن أن
على كاتب السيناريو معرفة أن المحتوى
الإعلامي يتكون من فنون أو أشكال
صحفية، وفنون أو أشكال برامجية، في
حين أن المحتوى
الدرامي
يتكون من أفلام وتمثيليات ومسلسلات،
ولكل نوع من تلك الأنواع شروط ومحددات
تقتضيها الكتابة وعملية الإنتاج
النهائية.
أما في إطار بيان المشتركات في كتابة
السيناريو للمحتويين، فمن أبرزها أن
كلا المحتويين الإعلامي والدرامي يجب
أن يحتويان على حبكة، تحدد بداية ووسط
ونهاية العمل الفني، بمعنى أن يكون
العمل محبوك ومتقن،
لكي
يحقق التأثير المطلوب الذي يسعى إليه
القائم بالاتصال، فلا معنى من أي عمل
فني دون وجود حبكة، تبين تطور الأحداث
وتفاعلها منذ بداية العمل حتى نهايته،
إضافة إلى أن كلا المحتويين يعرضان في
وسائل
سمعية
ومرئية، أي في الإذاعة والتلفزيون
وهما وسيلتان يشترك فيهما الإعلام
والدراما والمحتوى الاتصالي،
ويستثمرانها في مخاطبة الجمهور، لذا
يقتضي الإنتاج الفني في كلا الوسيلتين
اعتماد آليات مختلفة أحيانا
ومشتركة أحيانا أخرى لتحقيق التأثير
المنشود.
لذا سيبين هذا الكتاب للدارسين في
تخصصات الإعلام الاختلافات والمشتركات
الواجب معرفتها من قبلهم باعتبارهم
كتاب سيناريو ضمن تخصصهم الدقيق وكيف
يكتبون نصوص السيناريوهات للمحتوى
السمعي والمرئي
الإعلامي وإدراك القواعد التي ينبغي
لهم اعتمادها، والتي ينبغي لهم تجنبها
أو الاستفادة منها، في إطار مفردات
تضمنها الكتاب، تصل بالدارس إلى أن
يكون على وعي وإدراك بما له وما عليه
في عملية كتابة السيناريو ضمن
تخصص
الإعلام أكاديميا وعلميا وتطبيقيا.
وقسم الكتاب الى عدة فصول وهي :
الفصل الاول : السيناريو .
الفصل الثاني : قواعد معرفية لكاتب
السيناريو الاعلامي .
الفصل الثالث : كتابة السيناريو وفقا
للمحتوى والوسيلة الاعلامية .
الفصل الرابع : توظيف الحبكة في
السيناريو . الاعلام .
الفصل الخامس : توظيف الشكل والمضمون
في كتابة السيناريو الاعلامي . |