سياسة
الاسترضاء البريطانية تجاه المانيا
اشكالية الدلالة وجدلية تحديد
انطلاقها زمنيا
د. حيدر شاكر عبيد
بغداد – الكتاب - 2025
198 صفحة

تعد
إشكالية التوصيف الدقيق لمعاني
المصطلحات ومجالاتها الدلالية وتحديد
أطرها الزمانية والمساحات التاريخية
التي تنتمي اليها، أحد المحاور
الأساسية التي تنطوي عليها الممارسة
الأكاديمية،
لا سيما في ميدان الدراسة التاريخية؛
لأنها من الناحية المنهجية، تمثل
الأساس الذي يرشد الباحث لتحديد مسار
البنية المنهجية للبحث، بدءاً من
اختيار التساؤلات المحورية والفرعية
التي يحاول الباحث تقديم إجابات
منطقية لها، ومن ثم تحديد نقطة شروع
لتفكيك عناصرها ومعالجة حيثيات كل
منها على حدة ، وبترتيب زمني دقيق
يضمن في النهاية تكوين صورة شاملة
لطبيعة تلك الإشكالية.
في حين تختزل معرفياً، غاية
محددة تتمثل في الاستقرار على حل أو
توصيف محدد لمشكلة ما، تقدم إجابات
أكثر منطقية واتزانا من الناحية
العلمية للتساؤلات الفرعية والمحورية
المتعلقة
بها،
وهذا بدوره يخدم أغراضاً معرفية توفر
مقدمات فكرية ضرورية لفهم ووعي أحداث
ووقائع تاريخية محل جدل بين المختصين
ينتج عن وعيها وعيا جاداً وتوصيفها
بشكل دقيق تفسيرا لأحداث
ووقائع
مهمة لاحقة تسهم في تفسير مشكلات لها
ارتباط بالحاضر وإيجاد الحلول
المناسبة لها.
انطلاقا من ذلك تسعى هذه المحاولة
البحثية الى الاستقرار على توصيف دقيق
لـ سياسة الاسترضاء البريطانية
ومعالجة دلالات المفردة وتحديد
المساحات الزمنية لانطلاقها، لذلك
فإنها معنية
على
وجه الدقة، بتحديد بدايات مرحلة
التأسيس لتلك السياسة من دون الخوض في
دراسة شاملة لسياسة بريطانيا الأوربية
بين الحربين. فهي معنية بشكل أدق
بمحاولة تفكيك إحدى الإشكاليات
التي
تختزلها تلك السياسة التي لطالما خضت
لجدل ونقاش مستفيضين بين المختصين؛
نظرا لتعقيداتها وتداخل مساراتها
وتأثيرها في منظومة العمل الدبلوماسي
للقوى الأوربية الكبرى الذي
أنتج مناخ الحرب العالمية الثانية
(١٩٣٩-١٩٤٥).
تأسيساً على ذلك، يمكن أن يصنف البحث
ضمن الأبحاث التاريخية التي لا زالت
تحاول تقديم تفسيرات أكثر واقعية لفهم
دوافع تلك المأساة البشرية ومسبباتها
، وثقل أسباب الإخفاق
الدبلوماسي في صيرورتها، فضلا عن حدود
مساحات الجغرافية السياسية التي
طالتها تأثيرات تلك المأساة، ومن ثم
إحكام صلة تلك الأخيرة بالأحداث
اللاحقة، التي أسفرت عن تغيرات هائلة
في
ميزان القوة والنزوع "الامبريالي
Imperialism" وأدواته وأشكاله، وبنيته،
وطبيعة انتشاره على مساحات خارج
القارة العجوز، هذا الانتشار الذي طل
على العالم بوجه جديد تبناه المختصون
الوصف
مرحلة من مراحل تطور النظام الرأسمالي
ونزوعه الاستعماري عرف بالمرحلة "الكولنيالية
Colonialism" التي استمدت ملامحها
ومحركاتها من المرحلة التاريخية
السابقة العاصفة
بأنواع الأزمات والتوترات الدولية.
يعتقد الكاتب ربما تسهم، مثل هذه
المحاولات الى حد ما، في عملية إدراك
صيرورة ذلك الحراك الدولي ومحركاته في
فهم ما نشهده اليوم من أحداث ومتغيرات
معاصرة على الساحة الدولية من
منظور المحاكاة بين مرحلتين تاريخيتين
مختلفتين زمنياً، متشابهتان في
المقدمات والمحركات البنيوية التي
رسمت حدود واقع السياسة الدولية
الحاضرة. هذا الترابط بين الماضي
والحاضر
وعمق
تأثير الأول بالثاني وفق رؤيا التاريخ
العضوي.
قسم الكتاب الى الفصول الاتية :
الفصل الاول: مفهوم الاسترضاء
والاتجاهات التاريخية في تفسيرها .
الفصل الثاني: اثر السياسات الوطنية
واتجاهات الراي العام في توجيه مسارات
السلام البريطاني مع الماني .
الفصل الثالث: المشكلة الالمانية
وانعكاساتها الجيوسياسية عل سياسة
بريطانيا الاوربية .
الفصل الرابع: البعثة البريطانية في
باريس كفاح ضد السلام القرطاجي (18
كانون الثاني – 25 اذار 1919).
الفصل الخامس: مذكرة فونتاينبلو (25
اذار 1919) وتداعياتها قراءة في أسس
الاسترضاء ومنطلقاتها . |