2العدد (166) -اذار - 2025

اتصل بنا   

الارشيف   

اسرة المجلة

الصفحة الرئيسية                                                     

اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق

 

حكم تولي المرأة المناصب القيادية في ضوء القرآن الكريم
وداد الحسني
الموصل – دار نون – 2025
387 صفحة
 

 

      

        أعطت للمرأة دوراً مركزياً في نسق القيم والقواعد القرانية والروائية ضمن منظومة التشريعات الالهية وخصوصا ما يرتبط منها بالعلاقات الاجتماعية ابتداءاً من الاسرة وانتهاءاً بالمجتمع ، فالسور القرانية التي تحدثت

عن هذا الدور كثيرة كسورة النساء ومريم والطلاق والتحريم والممتحنة والمجادلة وغيرها ، ومن هنا أصبح هذا الموضوع مورداً للتجاذب بين العلماء قبل المثقفين فأنقسموا في ذلك الى إتجاهات مختلفة فدعاة التحرير أطلقوا العنان

لأنفسهم منطلقين من عقدة الأعراف والتقاليد التي حكمت دور المرأة على مر التاريخ ، متمردين على كل ما هو ديني وسماوي فقاموا بهدم كل الأسوار التي رسمتها الديانات الألهية بحجة الحربة والتحرر ، وأما دعاة الانغلاق

 والانعزال فقد تحيزوا الى الأعراف والتقاليد الاجتماعية التي أطرت دور المرأة بإطار ضيق ومتحجر فصدرت البحوث والكتب والمقالات منقسمة على كلا الاتجاهين ، وفي خضم هذا الصراع والتجاذب برزت كتابات اتسمت

بالإعتدال في طرح هذه القضية فتناولت
المرأة بكل أبعادها إسرية كانت أو اجتماعية ، نفسية كانت أو فسيولوجية ، لتسلط الضوء على الجوانب الممنوعة في دائرة حركتها وخصوصاً ما يرتبط منها بقدرات المرأة القيادية ومناصبها القضائية كمحاولة لإخراجها من العقدة

 التي توارثتها تأريخيا وجغر افيا واجتماعيا بل وحتى ثقافياً ، ولم تكن تلك المحاولات سهلة بل وعرة بوعورة الأفكار الموروثة التي تراكم عليها الزمن ، فكانت هذه الدراسة التي بين أيدينا شاهد صدق على هذا التوجه المنصف

للدور القيادي والقضائي لها والتي تجردت فيه الباحثة غاية التجرد بعرض الأراء المطروحة فكانت هذه الدراسة متضمنة لمباحث مهمة مرتبطة بموضوع الرسالة وكذلك تناولت الادلة التي يمكن ان تساق لدور المرأة في المناصب

 الحكومية قرآنية كانت او روانية بل وحتى كلمات الفقهاء النابعة من فهمهم لأدلة الشريعة وتوجهاتها ، ولم تتوقف الباحثة عند أراء الموافقين لهذا الدور بل عرضت ايضا مقابل ذلك اراء الرافضين والمانعين لها من تسلم هذا

 المنصب الحكومي المتقدم في الحياة السياسية ، ثم ساقها البحث الى منصب مهم من المناصب التي وقع الخلاف فيه بالنسبة للمرأة ألا وهو منصب القضاء فتطرقت إلى أدلة الموافقين وعرضت تلك الأدلة بأسلوب علمي رصين

 بعيد عن التشنجات والميول والرغبات لهذا الطرف أو ذاك ثم عطفت بأدلة المانعين لوجود أي دور للمرأة فى منصب القضاء ، والملفت للانتباه أنك عندما تقرأ لأى فريق من الفرقاء تجد الباحثة متجردة تماما في الطرح لتحافظ

على دورها البحثى والعلمى ولكي تعطي صورة جميلة عن هذه الآراء ومناقشاتها ، وبغض النظر عن النتائج التي توصلت اليها الباحثة يستطيع القارئ أن يجزم بأن كاتبة هذه الرسالة العلمية امتازت بميزتين مهمتين في مجال الكتابة

 والبحث وهما :-
الأولى : المزج بين أسلوب التعيير المعاصر والعمق العلمي للوثائق والقصاصات المذكورة عند أي طرف من أطراف المناقشة
الثانية : التجرد التام وعدم الانحياز لأي قول من الأقوال وانما كانت تعرض الأدلة والمناقشات ، وان كان لديها ما تقوله تطرحه بطريقة يحفظ لأصحاب الآراء العلمية مكانتهم ونتائجهم التي توصلوا اليها.