الضغوط النفسية والمهنية واستراتيجيات
التعامل معها
د. نيران يوسف واحمد الربيعي
بغداد – زاكي – 2023
280 صفحة

قال الله تعالى:( لَقَدْ خَلَقْنَا
الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ) من هنا افتتح
الكاتب مقدمته بآية من الذكر الحكيم
ما اعطى ربك السماوات والأرض تكريم
البشر وقديته فجاء الكتاب يشرح عن
مواجهة الشخص في حياته العديد من
الأزمات والضغوطات والصعوبات التي لها
تأثير سلبيًا
في حياته النفسية والفسيولوجية, وإذا
لم يكون مجهزا ويتعلم الأساليب والطرق
لكي يتقبلها ويستطيع أن يتعامل معها,
فيمكن ظهور ضرورة القناعة والتسليم
بأنه لا يتواجد هروب للإنسان من تلك
الأزمات والصعوبات في
ظل
التغيرات السريعة التي نراها اليوم في
عالمنا أصبحت الضغوط النفسية والمهنية
مشكلة شائعة يعاني منها نسبة كبيرة من
الأفراد حول العالم في مختلف
القطاعات, يعرف بالضغط النفسي والمهني
بأنه حالة من الإرهاق
النفسي
والجسدي الناتج عن ضغط العمل المفرط
والمطوّل . ينتج عن الإجهاد النفسي
مشاعر سلبية كثيرة مثل الشعور بانخفاض
الثقة ومشاعر الانفصال عن المحيط
والاكتئاب والقلق, لا يؤثر الضغط على
الصحة
النفسية للعاملين فحسب، بل يؤثر كذلك
بشكل سلبي على إنتاجه في العمل وتحقيق
اهداف المؤسسة التي ينتمي لها.
جاء القرن الواحد والعشرين محملاً
بالضغوط النفسية والمهنية المتنوعة في
شتى جوانب الحياة، منها ما يتصل
بالتكنولوجيا والطب والاتصالات
والصناعة والاجهزة والامنية وغيرها ..
وذلك عقب الإرهاصات الكثيرة في القرن
الماضي
العشرين - مما أسهم في تعقيد الحياة
وظهور الكثير من الصعوبات والاضطرابات
حتى أطلق عليه عصر القلق والضغط
النفسي ومن ثمَّ أدى الى إلقاء أعباء
وضغوط كثيرة على كاهل الفرد بصورة
عامة
والاجهزة الامنية بصورة خاصة وعلى
عائق العاملين في شتى المجالات إذ بات
على الجميع مع هذه الضغوط وتلك
التغيرات والتكيف معها بطريقة مقبولة
والا تعرض لمعاناة الضغوط النفسية (Psychological
Stress
يؤدي العمل دورا مهما في حياة أي فرد
في المجتمع فمن خلاله يحقق الفرد
حاجاته المتنوعة وعلى الرغم من كثرة
وتنوع الاعمال الا ان الضغوط الواقعة
في مجال العمل اتجاهها قد يختلف من
فرد الى أخرى إذ تظهر الفروق
الفردية
في ادراك الضغوط الواقعة عليهم
والتعامل معها، إذ نجد بعض الأفراد لا
يهم تلك الضغوط بل يتكيف معها وهكذا
تنوعت الاستجابات تجاه موقف واحد
والعاملون حينما يدركون تلك الضغوط
ولا يستطيعوا التكيف معها
بطريقة مقبولة مع استمراها فأنها تصل
الى مرحلة الانهيار النفسي، والجدير
بالذكر أن ظاهرة الضغط النفسي والمهني
وجدت لها واقعا خصبا لتنمو فيه وهي
غالبا تكثر في اغلب المهن واخص منها
الاجهزة الاستخبارية
والأمنية كونها كثيرة المخاطر وذات
مسؤولية اذ تدخل ضمن مجال الخدمة
العامة المحفوفة بالمخاطر العاملين
فيه يواجهون باستمرار صدمات مختلفة
وخاصة في البلدان التي تخوض الحروب
الداخلية والتي تتطلب جهد
امني
و استخباري عالي المستوى لمواجهة
العدو .
ان فشل الفرد في التوافق والتكيف مع
أعبائه وضغوطه الكثيرة سيقوده
للمعاناة من الانهيار النفسي وتعد هذه
المرحلة أخطر المراحل التي قد يبلغها
الفرد, ان تأثير الضغوطات النفسية
والمهنية وايكال المهام المتعددة
والتي تكون خارج التخصصات الى
العاملين في المؤسسات الامنية
والمدنية مضافا اليه التمايز في
المعاملة يؤدي الى ظهور فئة الناقمين
داخل تلك المؤسسات والذين يعتبرون من
اخطر التهديدات التي تستهدف الكيان
الأمني
كونهم
جزء من الكيان اضافة الى ذلك سيساهمون
في تسريب المعلومات الامنية ذات
المستوى الحساس العالي الاهمية كذلك
تسريب الوثائق لجهات اعلامية أو
مناوئة ومضادة كما ستكون هذه الفئة
عرضة الى التجنيد الطوعي
كونهم
سيكونون من الباحثين عن الانتقام
كناتج طبيعي, وعليه تعتبر أعلى بيئات
العمل الضاغطة نفسيا نظرا للمتطلبات
المستمرة من أصحاب القرار اذ يكون
الضغط فيها من عدة محاور .
قسم الكتاب الى عدة فصول وهي :
الفصل الاول: الضغوط النفسية وأثراها
.
الفصل الثاني : النظريات التي تناولت
مفهوم الضغوط النفسية .
الفصل الثالث : الضغوط المهنية .
الفصل الرابع : النظريات التي فسرت
النظريات المهنية .
الفصل الخامس: الاجهاد النفسي .
الفصل السادس : النظريات المفسرة
للاجهاد النفسي .
الفصل السابع : الاجهاد الذهني .
الفصل الثامن : النظريات المفسرة
للاجهاد الذهني .
الفصل التاسع : الانهاك النفسي .
الفصل العاشر: النظريات المفسرة
للانهاك النفسي .
الفصل الحادي عشر: الاحتراق النفسي .
الفصل الثاني عشر : النظريات المفسرة
للاحتراق النفسي . |