التدوين في القرنين الأول والثاني
الهجريين
أ.د. عبد الخضر جاسم حمادي
بغداد – دار الكتاب للطباعة والنشر
والتوزيع - 2025
295 صفحة

يتوقف التقدم الفكري وازدهاره على
كثرة المعنيين بالفكر من أبناء الأمة
وحرصهم عليه، ودراسة الحركة الفكرية
تتناول الإبداع في الأفكار ومدى
انتشارها بين الناس، ومن ثم الكشف عن
الأشخاص الذين عملوا
على
إظهارها وتعميقها والعمل على تقدمها،
وتبيان الأدوات التي اعتمدوا عليها من
أجل تحقيق غايتهم، ومن ثم توضيح مدى
استجابة الناس لها واهتمامهم بها.
ولا ريب في أن العرب عندما حملوا
الإسلام خارج جزيرتهم حملوا معهم
بوادر النهوض الشامل في مختلف نواحي
الحياة، وأرسوا الدعائم الأساسية لهذا
النهوض فقد انماز التراث العربي
الإسلامي بالحيوية والنشاط
والتنوع،
ولم يركن إلى السكون والجمود، فصار
العلم والفكر عماد الأمة ونبراس
نهضتها، والتطور فيه ظاهراً في مختلف
فروع المعرفة الإنسانية.
ومما لا شك فيه أن خير وسيلة يمكن بها
معرفة الأفكار وطبيعة تطورها للزمن
الماضي، هي ما دوّن من أفكار في بطون
الكتب. ولمّا كانت هذه الوسيلة ليست
الوحيدة المعتمدة في نقل الأفكار في
بدايات الحقبة
التي
نبحث فيها، فقد صارت إشارة المصادر
التالية لها إشارات ضعيفة ومربكة في
أكثر الأحيان، لأنها عندما تشير إلى
تلك المدونات، فإنها تأتي على ذكرها
إما بشكل عابر أو على سبيل التضعيف
حتى
غدت
الصورة عن اتجاه التدوين وحجمه مشوشة
غير واضحة المعالم، ولذلك بقي هذا
الجانب بحاجة إلى توضيح حجمه و تبيين
مدى اهتمام الناس به.
وهذه الدراسة هي محاولة متواضعة لفهم
التطور الفكري للأمة العربية
الإسلامية، وبيان ما تحقق منه
واتجاهاته من خلال الأشكال التدويلية
المتحققة. وترمي أيضاً للكشف عن الحجم
المدوّن من أفكار الناس،
ودوافع بداياته، وتحديد اتجاهاته
وغاياته وفي أي المناطق كان أكثر
ظهوراً، وتعليل ذلك، وما يمكن أن تبنى
عليه من مواقف مشهودة في تاريخ الأمة.
وتضمن الكتاب الفصول الاتية :
الفصل الاول: حالة العرب قبل ظهور
الاسلام.
الفصل الثاني: التدوين في عصر
الرسالة.
الفصل الثالث: اتجاهات التدوين.
الفصل الرابع: الحديث النبوي الشريف.
الفصل الخامس: تدوين الحديث النبوي
الشريف.
الفصل السادس: الكتاب. |