فضاءات ما بعد الحداثة في العرض
المسرحي العراقي المعاصر
أ.د. زينة كفاح الشبيبي
بغداد – منشورات الاتحاد العام
للادباء والكتاب في العراق- 2025
359 صفحة

لا
مشاحة ولا نكران من وصف المسرح
بمتعالياته النافذة ذات الصيرورة
المتوالدة على الرغم من سيرورته
المتقادمة والمتتالية تترى بحكم
تناوشه لمواضيع كانت في الأعم الأغلب
تتناول الذات
والإنسان بوجوده
وكينونته وهُويّته وهو يصارع السلطة
والقدر بمسمياته كافة مواجهة وجدلا ،
وبفضل دينامية الإنسان ومبثوثات
معرفته الأفقية والعمودية النشطة ذات
السيرورة السائلة بحكم تلكم الإفرازات
التي طرأت في آليات
التفكير والمعرفة والجدل المنطقي،
والتي لفظت بدورها تلك المدعيات
المتحفية التي وردت ضمن طروحات
الحداثة والواقعية الضيّقة الثابتة
اتشحت ما بعد الحداثة برداء العصرنة،
لتضرب الادعاءات التي تفرض
وجودها افتراضا وزعما في مطويات الفكر
الفلسفي الحداثي، سيّما وكما يشار في
مقولات الثقافة والهوية والتاريخ
والسرديات الكبرى لتشكك ما بعد
الحداثة وتقوّض
وتنسف كل ما من شأنه أن يتأطّر
بالواقع الموضوعي
ولكل القيم والسرديات، لتدعي مناصرة
الوعي الذاتي والنسبية المعرفية
والأخلاقية والتعددية والانفتاح إزاء
كل المتعاليات التي تأطر بها العقل
والفكروالواقع والأخلاق وحتى اللغة
ومن هنا باتت ما بعد الحداثة
محاولة
جديدة وجادّة لإعادة صياغة الحياة
والذات والأخلاق والثقافة والواقع
الاجتماعي وتأطيره بحلّة تناسب مخرجات
التفكير والوعي وإعادة الثقة
بالمنتج الجمالي الذي أنتجته
الحداثة ومناداتها الضيقة إزاء الهوية
والحدة والسلطة واليقين العقلي فرشة
سائلة قوامها التشكيك وبيان الافتراق
والفراق. |