العراق في وثائق الخارجية الامريكية
(1968-1976) م
أ.د. عبد الله حميد العتابي وأ.د.
محمد يحيى احمد الجوعاني
بابل – دار الرياحين - 2025
147 صفحة

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية
تغيرت السياسة الامريكية بشكل عام
لاسيما بعد انقسام العالم الى قطبين
احدهما بقيادة الولايات المتحدة
الامريكية والاخر بقيادة الاتحاد
السوفيتي ان ازدياد المصالح الأمريكية
في المنطقة
العربية دفع الادارة الامريكية الى
تعزيز قوتها واقامة حزام شمالي لمنع
الاتحاد السوفيتي من الوصول الى
المنطقة شكل موقع العراق الجغرافي
اهمية كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة
الامريكية كونه يمثل جزء من الحزام
الشمالي لحماية
المصالح الأمريكية في الخليج العربي
لاسيما في حقبة الخمسينيات التي شهدت
تنامي النفوذ السوفيتي في فيتنام
وكوريا وبعض المناطق الأخرى، كما شهدت
المنطقة العربية احداثاً سياسية اثمرت
الى معاداة الوجود الغربي ولعل
ابرزها هو الحرب العربية (الاسرائيلية)
عام ١٩٤٨ وقيام دولة (اسرائيل) وقيام
الثورة المصرية عام ١٩٥٢ مما ادى الى
نشاط الاحزاب المعارضة ومنها الاحزاب
ذات الايدلوجية الشيوعية والاشتراكية،
لذا عملت الولايات المتحدة
الى
ادخال العراق ضمن الحزام الشمالي
المحافظ على المصالح الأمريكية،
وبالرغم من اعتماد الولايات المتحدة
على حلفائها تركيا و ايران في تامين
مصالحها في الخليج العربي الا ان هذا
لم يكن كافياً برأي الساسة الامريكان،
إذ كان لابد من ادخال العراق الى جانب
تركيا وايران.
اعلن عام 1955م غت تشكيل حلف بغداد
وبالرغم من عدم اشتراك الولايات
المتحدة الامريكية فيه الا انها تعد
حلقة رئيسية في سلسلة الاحلاف العربية
التي شهدتها حقبة الحرب الباردة
لمواجهة النفوذ السوفيتي وتطويقه
ومنعه
من
الوصول الى المصالح الامريكية في
الخليج العربي ، لذا قدمت الولايات
المتحدة الامريكية كل الدعم العسكري
لدو الحلف ومن ضمنها العراق الذي حصل
على معدات عسكرية من دبابات وسيارات
مصفحة واسلحة متنوعة بالرغم
من
الاعتراضات التي قدمت من قبل الكيان
الصهيوني الا ان السياسة الامريكية
كان لها رأي أخر.
وبعد قيام ثورة 14 تمز عام 1958 تغيرت
سياسة العراق الخارجية على أثر تغير
النظام السياسي فخرج العراق من حلف
بغداد ليحدث شرحاً في الحزام الشمالي
المدعوم امريكياً وعلى اثر تلك الثورة
تغيرت سياسة الولايات المتحدة
الامريكية
تجاه العراق فباتت الادارة الامريكية
نصف العراق كواحد من اخطر البلدان في
العالم وذلك بسبب انتشار المد الشيوعي
فيه بالرغم من اتباع حكومة عبد الكريم
قاسم سياسة وسطية في التعامل بين
العسكريين المتصارعين
الشرقي
والغربي .
|