202العدد (167) -حزيران- 2025

اتصل بنا   

الارشيف   

اسرة المجلة

الصفحة الرئيسية                                                     

اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق

التاريخ لا يموت دراسة عن مسؤولية الانسان في تدمير الإرث الحضاري والثقافي ( العراق انموذجاً)
أ.د. ماجد مطر الخطيب وم.م. حيدر أحمد عبد الله الياسري
بغداد – الذاكر - 2025
235 صفحة

 

            

        قد تحبس أنفاسُ التاريخ، ويصمتُ حينا من الزمن، وقد تتجاهل حوادثه وأحداثه، وقد تستبدل وتزيف حقائق التاريخ لدوافع مختلفة في هذا العالم، ولكن التاريخ لا يموت ...صحيح أن التاريخ هو الماضي، لكن

 هذا الماضي ليس ميتا، إنه بمعنى ما، ماضي يعيش في الحاضر، وهو توقع للمستقبل .


 من هنا جاء عنوان هذا الكتاب المتواضع، وهو ليس كتاباً مختصاً بالتاريخ، ولكنه كتاب يدعو الى الوعي بالتاريخ، ويحاول أن يُطل على التاريخ لينظر إلى الزمن ويعرف الماضي ويتطلع الى المستقبل من خلال

التعرف على تراث وحضارات وثقافات الشعوب والأمم وما تركته من فكر تاريخي وجغرافي وهندسي وانساني متطور، وعلوم وفنون وإبداعات راقية، قاومت عوامل البيئة ونواتج الظروف الطبيعية، لكنها لم تنج من


الانسان ونزعته العدوانية، وحروبه و نزاعاته وتخريبه واهدافه غير الرشيدة، ذلك أنه يتحمل القسط الأكبر من الأسباب التي خربت و دمرت التاريخ ، وأضاعت الإرث الحضاري، خاصة في مواطن التراث الانساني

ومراكز الحضارة، كما هو الحال في بلادنا العراق.

فالموروث الثقافي والا. ماعي والديني والحضاري، يشكل مصدراً مهماً من مصادر المعرفة والمعلومات عن تاريخ الشعوب والأمم بما يساعد على تنمية وعي الاجيال اللاحقة ويمكنها من حفظ ذلك التاريخ، والإعتبار منه

 للحاضر والمستقبل، ويضعها أمام مسؤولية حماية وصيانة ذلك الارث الانساني الكبير وتحجيم نزعة العنف الثقافي والبيئي، ومختلف أشكال العدوان ودوافعه نحو كل شيء جميل وثمين في حياة البشر، والحيلولة دون تدمير

 أو إهمال تلك الانجازات والمآثر والمعالم والرموز والممتلكات الثقافية التي صنعتها البشرية عبر تاريخها الحضاري الطويل بقصد أو دون قصد .

إنها نظرة متواضعة يطرحها هذا الكتاب الذي اتخذ مما عاشه وتعرض له العراق دراسة تطبيقية لنتائج محاولات طمس التاريخ وإلغاء الهوية، وتشويه الحضارة من خلال تدمير أو إهمال التاريخ وابداعات الإنسان وإرثه

وممتلكاته الحضارية والثقافية، ذلك ان التاريخ ليس للزهو والاطلاع فقط، وإنما هو عبرة لمن اعتبر ، ودروس لا تقدر بثمن.

فقد تضمن هذا الكتاب سبعة فصول مترابطة وهي :

الفصل الأول: اطلالة على التاريخ .

الفصل الثاني: المعنى الانساني والحضاري للممتلكات الثقافية والمعالم الفنية والدينية.

الفصل الثالث: العنف البيئي.

الفصل الرابع: المعطيات التاريخية لبلاد ما بين النهرين.

الفصل الخامس: الحروب والاحتلالات الاجنبية وتدمير التاريخ .

الفصل السادس: أهمية التشريعات والاتفاقيات في حماية الممتلكات الثقافية .

الفصل السابع: عود على يده ... ( لماذا لا يموت التاريخ).