|
الصورة النمطية لخصائص العنف في
الشخصية العراقية
فارس كمال نظمي
بغداد – الجمعية العراقية - 2025
81 صفحة

تشير الملاحظات اليومية إلى أن هناك
اعتقاداً متداولاً بين عامة الناس في
العراق مضمونه إن القسوة والانتقام
والعدوانية والتطرف والأنانية والتعصب
هي خصائص سائدة في سلوكنا نحن
العراقيين».
وبعيداً
عن مدى موضوعية هذا الاعتقاد من
عدمها، فإنه اتخذ من الناحية
الإدراكية شكل صورة نمطية في أذهان
أفراد ينتمون إلى فئات متنوعة في
مستوياتها الثقافية والاجتماعية
والاقتصادية في العراق.
إن اجتماع هذه الصورة النمطية الشائعة
عن عدوانية الشخصية العراقية مع ما
استجد خلال الحقبة التي أعقبت نيسان
2003م من ولادة أنماط إضافية من العنف
في المجتمع العراقي، يمكن أن يقود إلى
الفرضية
القائلة إن الفرد العراقي – بتأثير
الأدبيات ووسائل الإعلام والماسوشية
الاجتماعية وأنماط العنف السياسي
والاجتماعي المستمرة منذ عقود - قد
ترسخت لديه بمرور الزمن صورة نمطية
شديدة السلبية عن الشخصية
الاجتماعية
السائدة في مجتمعه بما قد يعمل على
تعميق مشاعر الاغتراب عنه وفقدان
الثقة فيه.
ويمكن أن تتضح هذه المشكلة ذات
الأبعاد المهددة لتماسك المجتمع
وتطوره بشكل خاص في شخصيات الشباب،
بسبب معايشتهم لواقع الحروب والعنف
السياسي والاجتماعي منذ ولادتهم من
هنا تحددت مشكلة
البحث
الحالي بضرورة التحقق من مدى صحة هذه
الفرضية بهدف توكيدها أو نقضها -
كلياً أو جزئياً - عبر البحث في
طبيعة الصورة النمطية التي يحملها
الشباب العراقي الجامعي عن خصائص
العنف في الشخصية
العراقية.
وقد اختار البحث أسلوباً تتبعياً
لقياس هذه الصورة النمطية لدى الشباب
الجامعي ابتدأ أولاً في سنة 2004 أي
بعد زمن قصير من حدوث التغيير السياسي
الكبير في العراق في سنة 2003 (عينة
مؤلفة من 144
فرداً من مجتمع طلبة جامعة بغداد)؛ ثم
جرى تكرار القياس - بهدف المقارنة -
على الفئة نفسها في سنة 2024 أي بعد
مرور حوالي عشرين عاماً على ذلك
التغيير (عينة مؤلفة من 102 طالباً
وطالبة).
ولأجل التعامل السيكومتري مع هذه
المشكلة، عمد الباحث في تطبيقه الأول
إلى بناء مقياس للصورة النمطية لخصائص
العنف في الشخصية العراقية، بطريقة
"التمايز الدلالي"، يتألف من 13 بعداً
لمفهوم العنف،
جرى التحقق من خصائصه السيكومترية.
وقسم الكتاب الى عدة فصول وهي:
الفصل الاول: مدخلات البحث .
الفصل الثاني: اطر نظرية ودراسات
سابقة .
الفصل الثالث : اجراءات البحث .
الفصل الرابع : مخرجات البحث . |