اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق

رؤية العالم في شعر المجانين العباسيين دراسة في البنيوية التكوينية
أ.د. عامر صلال راهي و م.م. خديجة مجيد كماز
بغداد – دار توليب للطباعة والنشر والتوزيع - 2025
266 صفحة

 

    الحمد لله الذي وهب العقل ودلّ على نفسه بنور البصيرة الذي توهج بسراج الهدى ونبي الرحمة عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

في ظل مشاركة الإبداع الأدبي الواسعة في ميادين الحياة الفكرية والثقافية ودوره الفعال في إبراز وجهات النظر الفردية والجماعية حول الحياة باتت رؤية العالم ثيمة نقدية مائزة تمارس دورًا كبيرًا في كشف

مكنونات النص، والدوافع التي ينطلق منها، والتأثير الذي يحققه في عالمه، فعندها يكون للإبداع صوتا مسموعا موازيا للإقصاء والتهميش الذي يمكن أن يتعرض له المبدع مع محيطه الناشئ من اختلافه مع

هذا المحيط ورفض أحدهما الآخر.

وبحكم ما ساد في المجتمع العباسي من فوارق طبقية لا نستبعد عدم توافق الشاعر المجنون مع هذا المجتمع وتعرضه للمعاملة الدونية فيه، كما لا نستبعد تحويله على الشعر في إيصال صوته وتوضيح رؤاه

 وتطلعاته في عالمه؛ نظرا لمركزية الشعر آنذاك؛ فجاءت هذه الدراسة (رؤية العالم في شعر المجانين العباسيين دراسة في البنيوية التكوينية) لتقارب نض الشاعر المجنون وتظهر ما فيه من رؤى ووجهات نظر

 ،كونية، تلبية لرغبة بحثية مؤطرة بدوافع إنسانية وعلمية، جعلتنا نشعر بأهمية الموضوع وجدارته للدراسة؛ بالنظر لأبعاده الإنسانية كونه يتعامل مع فئة تعرضت للغبن الاجتماعي والإهمال النقدي، لندرة الدراسات

 التي تعرضت للشعراء المجانين شخوصا وشعراء بل تركيز النادر منها على جانب النثر دون الشعر وعلى رؤى الآخر دون المجنون نحو دراسة أحمد بن علي آل مريع (خطاب الجنون الحضور

الفيزيائي والغياب الثقافي)، ودراسة وسام حسين العبيدي (صورة المجنون في المتخيل العربي)، ما في مجال الشعر فكانت دراسة الباحث علي أحمد خليل الجبوري الموسومة بـ(شعر المصابين في العصر العباسي

 حتى نهاية القرن الرابع الهجري دراسة موضوعية وفنية وكان غالب تركيزها على موضوعات شعر المجانين والقضايا الفنية والبلاغية فيه، ودراسة محمد أحمد حسن مخلوف الموسومة بـ(مجانين شعراء العصر

العباسي الأول حياتهم وشعرهم دراسة موضوعية (تحليلية ولم يتسن لنا الحصول عليها.

أما عن أهم مصادرًا الدراسة فقد تمثلت بالدواوين الشعرية ولاسيما )ديوان المصابين) للدكتور أبي الطاهر الإسداوي و(شعر الموسوسين في العصر العباسي حتى نهاية القرن الرابع الهجري للدكتور علي كاظم

 المدني، فضلا عن الدواوين المفردة لبعض المجانين ممن حققت دواوينهم.

وقسم الكتاب الى عدة فصول وهي:

الفصل الاول: الأسس التكوينية لرؤية العالم .

الفصل الثاني: إشكالية سلطوية الوعي بين الحضور والغياب .

الفصل الثالث: رؤية العالم مقاربات متضادة .