|
احداث في آفاق الذاكرة تاريخ العراق
الحديث 1958-2003
محمود الوندي
كركوك – الروى - 2025
296 صفحة

نحاول في هذا الكتاب التعرف على أنواع
المحاولات الانقلابية التي أثرت بعمق
في كبح سيرورة الاستقرار السياسي،
وتثبيت دعائم القوى الاجتماعية للسلطة
الجديدة وقوضت أسس التقدم الاقتصادي
والحضاري
الذي شرعت الحكومة العراقية في ارسائه
منذ التغير الجذري في 14 تموز
1958
إن الحديث عن ثورة
14 تموز وما جرى بعدها ويجب تناولها
من جميع جوانبها وتسليط الأضواء
عليها
بكل مراحلها هي ضرورة تاريخية لأنها
كانت مرحلة فاصلة بين عهد ملكي
استعماري وبين عهد جمهوري دموي.
بعد انتصار ثورة 14 تموز ساد عموم
العراق جو من المنازعات السياسية
والاضطرابات والصدامات الدموية بين
الأحزاب والكتل السياسية والتنظيمات
العسكرية وسادت الفوضى وتدهورت سلطة
الدولة في حماية القانون والمواطن
ونسى الجميع ميثاق الجبهة الوطنية
والتحالف الوطني والشعارات الأخرى
التي كانوا يطالبون بتحقيقها خلال
العهد الملكي.
ان النظم السياسية التي توالت على حكم
البلاد للمدة
1958-2003
لم تنجح جميعها في تحقيق حالة من
الأمان والاستقرار في البلد ولم تتمسك
باللعبة البرلمانية ورفض التعددية
السياسية مثلما لم تسمح
بحق
المجتمع في تشكيل مؤسساته المدنية وما
تحقق منها فقد كان دوما تحت هيمنة
ورقابة ومسؤولية الدولة.
وقعت الاحداث المأساوية التي جرت في
العراق في نهاية الخمسينات وعقد
الستينيات والى نهاية القرن العشرين
الذي يعد علامة فارقة و انتقالية
ومرحلة جمهورية عسكريتارية مريرة في
الصراع الحزبي
بين
عهدين تاريخيين اثنين في حياة العراق
ابان القرن العشرين العهد الملكي
الهاشمي(1921-1958)م والعهد الجمهوري
العسكري (1958-1968)م ، ثم فترة حكم
البعث الشمولي (1968-2003)م .
ان هذا
"الحدث"
التاريخي الفاصل بين زمنين وبين
ظاهرتين، وبين تاريخين ينتظر الاجيال
القادمة التي ستكون لها رؤى مختلفة
جدا في تقييمها .له رافقه تغيير جذري
ليس في سياسة الدولة ومؤسساتها
وانقلابها من ملكية الى جمهورية ، ومن
تشريعية الى ثورية بحجة كان هناك تذمر
وانتقاد وفساد أن السلطة الحاكمة
استخدمت القمع لمنع انتقال الحكم الى
الشعب عن طريق ممثليه الحقيقيين الذين
يعملون
لصالحه.
وإن ما حدث في المجتمع من تغييرات
جذرية هائلة .. كان " التغيير "
بمجمله نحو الأسوا.
يقع هذا التاريخ ضمن سلسلة وسيرورة
احداث الانقلابات العسكرية التي مرت
بها دولة العراق، وان تنفيذه قد جرى
عسكريا على ايدي مجموعة من الضباط
بأسم حركة الضباط الاحرار، بحجة
الدفاع
عن مظلومية العراقيين.. استخدمتها كل
القوى السياسية الراديكالية والقومية
والدينية العراقية المؤثرة. كان هدف
كل انقلاب بناء عراق حديث مع حياة
ديمقراطية دستورية وتعليم في العلاقات
والقيم والتربية
والمفاهيم واستخدام النفط وعائداته
لصالح الشعب.
يقف الإنسان في هذه الظروف العصيبة
وقفة تأمل ويعود بذاكرته الى تلك
الحقبة الزمنية بثورة 14 تموز عام1958
وما اعقبتها من أحداث.. على ما ألت
ببلادنا وشعبنا من كوارث ظهر الغليان
في العراق
على
السطح بعد نجاح الثورة. وليس قبلها أو
أنه لم يكن ما يدل على وجود الغليان
كما ظهر دعاة التغيير ورحبوا بالثورة
وظهر للعيان كل التذمر الذي كان خافيا.
وقسم الكتاب الى عدة فصول وهي:
الفصل الاول: الحكومة الملكية وحياتها
السياسية .
الفصل الثاني : ثورة 14 تموز 1958 .
الفصل الثالث : انقلاب 8 شباط 1963 .
الفصل الرابع : حركة تشرين الثاني
1963 . |