202العدد (168) -ايلول - 2025

اتصل بنا   

الارشيف   

اسرة المجلة

الصفحة الرئيسية                                                     

اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق

لجنة مونرو عام 1932 وأثرها على الواقع التعليمي في العراق (دراسة تاريخية)
محمد عبد الوهاب حسين – رسالة ماجستير
كلية الآداب – جامعة بغداد - 2025
259 صفحة
 

 

         

        يعد تاريخ التعليم ذو أهمية كبيرة في فهم تاريخ وتطور الدولة العراقية الحديثة، وعلى نحو خاص علاقته بباقي مؤسسات هذه الدولة وفي فهم طبيعة الجوانب الثقافية والاجتماعية للواقع العراقي، فقد كان التعليم هو

 المجال الخصب الذي زود الباحثين بالمعلومات الضرورية لفهم مراحل تطور النخب المثقفة في المجتمع العراقي وتأثيره المهم على الواقع العراقي فيما يخص الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتعد لجنة الكشف

 التهذيبي (لجنة مونرو) أول وأهم لجنة تعليمية غير عراقية تناولت النظام التعليمي العراقي، ويعد تقريرها وثيقة تاريخية مميزة تناولت تشريح النظام التعليمي العراقي آنذاك ومحاولة فهم حركته واقتراح الحلول للمعوقات

 التي يعاني منها وتأتي أهمية موضوع لجنة الكشف التهذيبي(لجنة مونرو) كونها حاولت كشف الجذور العميقة للنظام التعليمي العراقي ومحاولة حل مشاكله على مستوى هذه الجذور، كما أنها تعد عملية محاكمة معرفية

 من خلال لجنة تربوية بعيدة عن الفضاء المعرفي العربي لنظام التعليم في العراق.
لم تنل لجنة الكشف التهذيبي (لجنة مونرو) وتقريرها ما تستحقه من الدراسة والاهتمام من قبل الباحثين وان ماقدم عن اللجنة وتقريرها مازال متواضعاً عدا المحاولة الجادة للمفكر القومي ساطع الحصري في ردوده المعروفة

(نقد تقرير لجنة مونرو) وما تم التعرض له جزئياً وبصورة موجزة من قبل الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل أحمد الذي خصص فصلاً كاملاً ضمن كتابه (تطور التعليم الوطني في العراق 1869- 1932) وما ذكره عبد الرزاق

الهلالي في كتابه (تاريخ التعليم في العراق في عهد الانتداب البريطاني 1921- 1932) لذا عدَّ تقرير لجنة الكشف التهذيبي (لجنة مونرو) موضوعاً خام لم يوجه نحوه الاهتمام الكافي من البحث والدراسة، ويبدو أًن

 هذه الرسالة هي أَول بحث تفصيلي لهذه اللجنة وتقريرها كما أَن الباحث يرى أَن تقرير لجنة الكشف التهذيبي (لجنة مونرو) نصاً خصباً قابلاً للقراءة أكثر من مرة وأنه بالإمكان الافادة منه فيما يخص واقعنا التعليمي

 الحالي في العراق، ولأجل هذه المعطيات تم اختيارنا لهذه اللجنة وتقريرها موضوعاً للرسالة بعنوان لجنة مونرو عام 1932وأثرها على الواقع التعليمي في العراق (دراسة تاريخية).
تأتي أهمية تقرير لجنة الكشف التهذيبي (لجنة مونرو) أنها اعتمدت في تقريرها على استنطاق الواقع التعليمي من خلال الاطلاع المباشر على العملية التدريسية والنقاش والسؤال مع المعلمين والطلاب والمهتمين بالشأن

 التعليمي أكثر من اعتمادها على الأنظمة والتوجيهات والقرارات الصادرة من وزارة المعارف فهي بذلك، تعدُ شاهداً حياً على واقع العراق التعليمي بعيداً عن إعلانات وبيانات وزارة المعارف.
تم اختيار اسم لجنة مونرو في عنوان الرسالة بدلاً من لجنة الكشف التهذيبي كون الاسم الأول هو الذي تم التداول به في الأوساط التربوية والنيابية والسياسية والإعلامية وحتى في الأوساط الاكاديمية فيما بعد في

حين أن اسم لجنة الكشف التهذيبي بقيت حبيسة المصادر الام وهي محدودة جداً وغير متداولة، ولكي نسهل على الباحث العراقي والعربي فهم الاحداث اعتمدنا على الاسم المتداول والمألوف لدى جميع الباحثين فعلى

 سبيل المثال، أنَّ أهم انتقاد تفصيلي وُجِه لها هو من خلال ساطع الحصري وعنون ردوده عليها بعنوان (نقد تقرير لجنة مونرو) إذ اقترن بشخص رئيسها بول مونرو، اما في مجلس النواب فعلى سبيل المثال ذكر

 النائب سعد صالح نائب عن (كربلاء) تسمية لجنة مونرو ثلاث مرات في إحدى مداخلاته النيابية، فيما ذكر النائب محمود رامز نائب عن (بغداد) لجنة مونرو وتقريرها في أكثر من موضع تحت هذا المسمى خلال إحدى

 مداخلاته النيابية فذكر في إحدى المواضع " فاستقدمنا لجنة مونرو ولكن يد الدهر ناوأتنا وقدمت هذه اللجنة تقريرها المشؤوم ولكن الحكومة نعم ما فعلت بعدم تطبيقها منهج مونرو. كانت تسمية اللجنة من جانب الحكومة

 باسم رئيسها مونرو هو المتداول وعبر صادق البصام وزير المعارف في الجلسة نفسها عن تقرير لجنة مونرو أما ما يختص بمنهج مونرو أو تقرير مونرو فلا أُريد أن أبحث عما جاء فيه ولكن أود أن ألفت نظر المجلس

 الموقر إلى أن المناهج لا تبقى على وضع واحد بل تكون عرضة للتبدل والتغيير"، كما تم ذكرها تحت هذا المسمى في الصحف العراقية والكتابات المختصة بتاريخ التعليم في العراق ووردت في المراسلات البريطانية في

ثنايا هذه الرسالة تحت هذا المسمى.
وتشملت الرسالة الفصول الآتية :
الفصل الأول: تطور التعليم في العراق (1869-1932) (لمحة تاريخية).
الفصل الثاني: تقرير لجنة مونرو (لجنة الكشف التهذيبي) دراسة تاريخية تحليلية نقدية.
الفصل الثالث: الموقف العراقي الرسمي من تقرير لجنة مونرو.
الفصل الرابع: تعاطي النخب المثقفة مع تقرير لجنة مونرو.