|
أثر المرونة على الاستدامة البيئية في
المجمعات السكنية للنمط متعددة الاسر
مجمع بوابة العراق حالة دراسية
إبراهيم خليل عبد الجبار مصطفى –
رسالة ماجستير
كلية الهندسة – جامعة بغداد - 2025
196 صفحة

تواجه مدن العالم تحديات متزايدة على
مستويات متعددة بما في ذلك النمو
السكاني والتوسع المتسارع وصولا إلى
التغيرات المناخية الحادة والتدهور
البيني تفرض هذه التحديات ضرورة ملحة
لإعادة تقييم
شاملة
لكيفية تصميم المدن وتشييدها
وإدارتها، ولا سيما السكن الذي بعد
المكون الأساس في بنيتها وحاجة
إنسانية لا غنى عنها في الوقت ذاته،
وهو بذلك يتأثر بشكل مباشر بمسارات
هذه التحديات ويؤثر فيها في
الوقت
ذاته.
شّكل السكن تحديًا في ظل التوسع
الحضري والتغير المناخي لا سيما وأنه
حق إنساني وضرورةٌ لا غنى عنها لتحقيق
الاستقرار والرفاهية ومع تزايد عدد
السكان وتوسع المدن أصبح الاعتماد الى
المجمعات السكنية متعددة
الطوابق
كونها نمطاً سكنياً في المدن لمشكلة
الكثافة السكانية وندرة الأراضي، الا
انه يفرض تحديات تتعلق بالاستدامة
البيئية في ظل ولاسيما العراق، ليقدم
حلوًلا عمليةً المناخ الحار الجاف
الذي يميز العراق، وتتمثل
هذه
التحديات في تحقيق أداء بيئي متكامل
يضمن بيئة داخلية تلبي الراحة
الحرارية والتهوية والإضاءة الطبيعية
بكفاءة إلى جانب كفاءة استخدام
الطاقة، إن تحقيق هذا الاداء ينطوي
على الجمع بين عدة وظائف
في ان واحد. وهنا يأتي دور "المرونة"
كعامل أساس، فهي لا تقتصر على إيجاد
حلول وسط، بل تمكن المبنى من التكيف
الديناميكي مع الظروف المتغيرة،
وتنظيم العلاقة بين المتطلبات
المتعارضة لتحقيق الأداء الأمثل
في
كل الأوقات.
برز السكن متعدد الطوابق كونه أحد
الأنماط السكنية الرئيسة التي تلعب
دورا محوريا في تلبية الطلب المتزايد
على الوحدات السكنية في المراكز
الحضرية، ولا سيما في العراق، وعلى
وجه الخصوص في بغداد التي
شهدت
بكونها المركز الإداري والاقتصادي
الرئيس للدولة، نموا سكانيا سريعا
وهجرة داخلية مكثفة، مما أدى إلى
زيادة الضغط على الأراضي المتاحة
للبناء داخل حدود المدينة، إلى جانب
ذلك ساهمت التداعيات
الأمنية والاقتصادية المتعاقبة سابقا
في تدهور جزء كبير من البنية التحتية
السكنية القائمة، مما عزز الحاجة إلى
اعتماد هذا النمط من الإسكان بوصفه حل
لتوفير وحدات سكنية إضافية. ومع ذلك
فأن الدور الذي
يلعبه السكن متعدد الطوابق في تلبية
الاحتياجات السكنية، يطرح تحديات
جوهرية فيما يتعلق بالاستدامة
البيئية. الا ينطوي التصميم للمباني
السكنية متعددة الطوابق تفاعلا معقدا
اين مجموعة متنوعة من المتغيرات،
بما
في ذلك شكل المبنى، ومواجهته الشمس
والرياح، وخصائص الغلاف الخارجي (مواد
البناء والعزل والتوافد) كثيراً ما
تقضي هذه المتغيرات المتداخلة إلى
بروز تعارضات بين متطلبات البيئة
الداخلية للمباني
والأهداف البيئية الأوسع نطاقا،
ويتجلى ذلك في أن التوجه نحو تعظيم
الاستفادة من الإضاءة الطبيعية قد
يتصادم مع الحاجة الملحة لتقليل
الاكتساب الحراري الشمسي، وبالمثل،
فإن تأمين مستويات كافية من
التهوية الطبيعية قد يتعارض مع
استيفاء معايير العزل الحراري
والصوتي، وعليه، فإن بلوغ الأداء
البيئي الأمثل يستلزم تطوير حلول
تصميمية تكاملية وتوفيقية تعمل على
تجاوز هذه التحديات المتأصلة، وتحقيق
التوازن المنشود بين مختلف المتطلبات.
وبذلك تبرز المرونة بمثابة إطار عمل
تصميمي وتشغيلي يساعد على تكيف تلك
المباني
وتشملت الرسالة الفصول الآتية :
الفصل الأول: المقدمة والدراسات
السابقة .
الفصل الثاني: الاطار المفاهيمي العام
للمرونة .
الفصل الثالث: السكن متعدد الطوابق
واطر الاستدامة البيئية .
الفصل الرابع: تحليل الأداء البيئي
للمباني السكنية متعدد الطوابق .
الفصل الخامس: محاكاة فاعلية المرونة
لتحسين الأداء البيئي في المجتمعات
السكنية متعدد الطوابق .
الفصل السادس: الاستنتاجات والتوصيات
. |