2العدد (168) -ايلول - 2025

اتصل بنا   

الارشيف   

اسرة المجلة

الصفحة الرئيسية                                                     

اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق

 

كوردستانية مدينة الموصل ووحداتها الادارية بالأدلة والوثائق
د. حسن كاكي
بغداد – مكتب الغيداء (ابو غيداء) - 2025
290 صفحة
 

 

      

 

      احتلت مدينة الموصل اهمية جغرافية وتاريخية واضحة لدى عدد كبير من الجغرافيين والمؤرخين نظرا لاهميتها التاريخية والجغرافية ولما شهدته ارضها من احداث تاريخية مهمة غيرت الخارطة السياسية لدول عدة .
كما انها مدينة عريقة وموغلة في القدم، بناها اجداد الكورد القدماء من الميتانيين والخوريين، ويذكر ياقوت الحموي ان اول من استحدث الموصل وبناها هو الملك راوند ابن بيسوراب المسمى (ازدهاك او الضحاك) الذي قتله

 كاوه الحداد، وان اسمها في زمن الساسانيين الكورد كان نور اردشير.
أي انها كانت ضمن المدن الكوردستانية في العصور القديمة والوسيطة والحديثة، كما لها تراث ممتد الى غابر الازمنة تؤيدها الآثار التاريخية الآركيولوجية المكتشفة التي تعد من بقايا حضارات الممالك والامبراطوريات الكوردية

 القديمة، وما يعزز كورديتها انها كانت مدية كوردية قبل مجيء الاسلام للمنطقة .. ومن الثابت ان الموصل كانت مدينة كوردية قبل احتلالها من قبل الاشوريين واطلاق اسم نينوى عليها..لذا لا غبار على كوردستانينها

 مطلقاً، ليس حسب الادعاءات الكوردية، بل حسب الوثائق الدولية، والحقائق التاريخية والجغرافية، والخرائط المعتمدة، وكتابات المؤرخين، والباحثين وكتب التراجم والسير واراء الرحالة والمستشرقين، واطنان الوثائق

والمستندات في دائرة المعارف البريطانية، والعراقية، والموسوعات الأجنبية، التي لا تجانب الطرف الكوردي, أو الآشوري، او العربي، او التركماني، وجميع أرائهم تجتمع على حقيقتين متلازمتين، الاولى :
ان اكثرية السكان، على مستوى منطقة الموصل وتوابعها، قبل وبعد التعريب والصهر والاجلاء، هم من الكورد .
الثانية :
هناك ثمة سمات سريانية وعربية وتركمانية تطبع هوية مركز المدينة، وفيها مزيج من التعددية العرقية والقومية من العرب، والآشوريين، والكلدان والارمن، والصابئة المندائيين، واليهود قبل هجرتهم، وعلى سطح المشهد

 الموصلي هناك مصالح تجارية واقتصادية متبادلة، وحركة سوق متداخلة، ومصاهرات عائلية مشتركة وعميقة بين الكورد، وبقية القوميات والطوائف، الامر الذي يشكل ارضية للتعايش والمواطنة المتكافئة . ولم تشهد المدينة تصادما

 وصراعا حضاريا ونزاعا قتاليا على الرغم من تحريض العقلية السلطوية للتصادم بينهم, واقتصر التصادم بين السلطة الحاكمة والقوميات المظلومة, وخصوصا بعد سياسة التعريب التي انتهجتها الحكومات العراقية المتعاقبة

بالاخص نظام البعث ألصدامي, الذي لم يعمل على توطين العوائل العربية في الموصل وتوابها فقط, بل تهجيرالعوائل الكوردية إلى مدن كوردية أخرى .. إلا إن هذه المدينة لم تفقد توازن تنوعها وتعددها, لان التفاعل الاجتماعي

 الايجابي بين الأعراق أقوى من جبابرة الإرهاب ألبعثي .
البحث هذا يتكون من مقدمة واربعة فصول تناول في الفصل الاول نبذة عن تاريخ مدينة الموصل، وفي الفصل الثاني الكورد في ظل المؤتمرات والمعاهدات الدولية، وفي الفصل الثالث الكورد بعد ترسيم حدود العراق،

وفي الفصل الرابع المناطق الكوردستانية المستقطعة من اقليم كوردستان وسياسة تعريبها.