202العدد (168) -ايلول- 2025

اتصل بنا   

الارشيف   

اسرة المجلة

الصفحة الرئيسية                                                     

اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق

بحر النجف قديماً وحديثاً دراسة شاملة عن منطقة بحر النجف
عدنان آل الحاج علوان الدعمي
النجف الاشرف – شركة المارد - 2024
249 صفحة
 

            

      

        منذ فترة ليست بالقصيرة، حيث يمتد عمرها إلى أكثر من ( ١٠ ) عشرة سنوات خلت ، وأنا تراودني فكرة وأمنية الكتابة عن بحر النجف ، ذلك أن أهالي محافظة النجف الأشرف عامة بما فيهم سكنة بحر النجف

نفسه من الملاكين والمزارعين والفلاحين ومربي المواشي والأغنام ، ليست لديهم فكرة ولم يطلعوا على معلومات علمية موثقة تتحدث عن أسباب تسمية بحر النجف وكيفية جفافه . بل ليس للبعض منهم القناعة الكافية من

 أن منطقة بحر النجف الحالية قد كانت في يوم ما بحراً أو منطقة مغمورة بالمياه ثم أصابها الجفاف فتحولت إلى أرض يابسة . حتى إن الكثيرين منهم يشككون في صحة هذه المعلومة أصلاً ، لأن بحر النجف حالياً ومنطقة

 زراعية ورعوية تتوزع فيها القرى والتجمعات السكانية وتنتشر فيها بساتين النخيل وحقول الزراعة المختلفة .


ولكوني من مواليد بحر النجف / قرية الدعوم الجنوبية ، ومن الساكنين فيه حتى الوقت الحاضر ، ولان أجدادي هم أول من سكن بحر النجف منذ جفافه آخر مرة عام ١٣٠٥ هـ- ۱۸۸۷ م ، وامتلكوا فيه الأراضي الواسعة

البالغة مساحاتها الآلاف من الدونمات التي لا تزال بحوزة أحفادهم حتى الوقت الحاضر ، فقد رأيت أنه من الواجب علي أن أتصدى لهذا الأمر لأشبع غريزتي التي ابتدأت بحب الطلاع على كل معلومة تتعلق ببحر النجف

وكيفية جفافه والتي تحولت بمرور الوقت الى الرغبة في كتابة بحث شامل حول بحر النجف بعد أن جمعت ما تمكنت من جمعه من معلومات لأضعها بين أيدي القراء الكرام عامة وأهالي النجف الأشرف على وجه الخصوص

  والتي آمل من الله تعالى أن تنساب الى ذهن القارئ والمتلقي كالماء الرائق الذي هو مورد كل ظامي .


وقد وفقني الله الذي أحمده على تحقيق أمنيتي في إصدار هذا الكتاب وفاءاً مني لمنطقتي التي ولدت فيها ونشأت وترعرعت في ربوعها وبين حقولها الزراعية وبساتينها ، وتأديت بمجالس ودواوين مضائفها العامرة بروادها

من عشائر المنطقة ومن الزوار القاصدين الى العتبات المقدسة في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة والكوفة مشياً على الأقدام .


لقد حاولت عند الكتابة الأخذ بمقولة وجوب التوسط بين الأطناب الممل والإيجاز المخل، حيث حرصت على أن يكون البحث شاملاً في تنوع معلوماته موجزا في سرد مواضيعه عدا بعض المواضيع التي تحتاج تفصيلاً

أكثر مثل جفاف بحر النجف الذي تناولته بشيء من التفصيل لإثبات حقيقة أن منطقة بحر النجف قد كانت مملوءة بالمياه منذ فترة ما قبل الاسلام وأثناء حقبة صدر الإسلام وعصور الدولتين الأموية والعباسية وما تلاهما من

 دويلات في العراق حتى عقود متأخرة من القرن التاسع عشر الميلادي .


كما حاولت التبسيط في طرح المواضيع وبما يتناسب والمعلومات المطلوبة من قبل المهتمين بالثقافة العامة من جهة والمتخصصين بالعلوم والدراسات والبحوث من جهة ثانية ، ذلك أن الكتابات التي صدرت عن بحر

النجف قد كانت دراسات وبحوث تخصصية حيث كانت كل منها قد تناولته من ناحية واحدة أو ناحيتين وذلك تبعا لاختصاص واهتمام كاتبها .