
دار الكتب والوثائق ونادي الأخاء التركماني يستذكرون الراحل
البروفيسور ياسين عبد الكريم
عباس سليم الخفاجي
نظم نادي الأخاء التركماني بالتعاون مع دار الكتب والوثائق جلسة
استذكارية عن رائد التوثيق الأكاديمي في العراق البروفسور الراحل
ياسين عبد الكريم أمين عام المركز الوطني لحفظ الوثائق الأسبق،
حاضر فيها الأستاذ الدكتور علاء أبو الحسن إسماعيل مدير عام دار
الكتب والوثائق، صباح السبت 24 كانون الأول 2022. بدأت الجلسة
بكلمة ترحيبية للأستاذ الدكتور فاروق عبدالله عبد الرحمن رئيس
الهيئة الإدارية لنادي الأخاء التركماني، تلاها استعراض جزء من
مسيرة الراحل البروفسور ياسين عبد الكريم من قبل الصحفي والكاتب
زاهد جهاد البياتي الذي تربطه علاقة وثيقة بصاحب الذكرى. إضافة
لعرض عدد من الوثائق والمستمسكات الشخصية للفقيد ومن بينها شهادة
الجنسية العراقية الصادرة من مملكة العراق وهوية عضوية نادي الأخاء
التركماني الصادرة عام 1960، وهوية نقابة المعلمين. من جانبه دعا
أ.د علاء أبو الحسن إسماعيل مدير عام دار الكتب والوثائق الحضور
لقراءة سورة الفاتحة ترحماً للفقيد، ثم قدم عرضاً مُسهباً عن شخصية
الراحل الأستاذ الدكتور ياسين عبد الكريم افندى اوغلو، كونه قامة
أكاديمية عراقية شامخة وشخصية فذة قدمت للعراق الكثير، والذي يُعد
من مؤسسي المركز الوطني لحفظ الوثائق في بغداد (دار الكتب والوثائق)
وقد شغل منصب الأمين العام للمركز من تأريخ تأسيسه في 2/6/1964م.
وجاء في البحث إن الراحل ولد سنة 1914 في مدينة تلعفر التابعة إلى
(محافظة نينوى -الموصل)، ودخل مدرسة تلعفر الأولى الابتدائية في
تلعفر وتخرج فيها سنة 1930، وأكمل الدراسة المتوسطة في مدينة
الموصل سنة 1933، بعدها دخل دار المعلمين الابتدائية ببغداد وتخرّج
في 27/11/1935، وعيّن معلماً في قضاء طوز خرماتو - مدرسة بسطاملي
الابتدائية. ثم التحق بدار المعلمين العالية ببغداد سنة 1938 بعد
حصوله على إجازة دراسية وتخرج فيها سنة 1940، بعدها التحق بالكلية
العسكرية الملكية وعيّن مدرساً على الملاك الثانوي في مدارس كركوك،
وعمل مدرساً ثم مفتشاً (مشرف تربوي) قرابة عشر سنوات (1940 -1951).
في سنة 1951م التحق بجامعة مينيسوتا الأمريكية لدراسة التاريخ
الأوروبي الحديث وحصل على شهادة الماجستير بدرجة امتياز، واستمر
بالدراسة في نفس الجامعة وحصل على شهادة الدكتوراه بدرجة امتياز
أيضاً في التاريخ الحديث عن رسالته الموسومة "علاقات الجمهورية
التركية الخارجية 1939 -1942"، بعدها عاد إلى العراق سنة 1956م
وعُيّن مدرساً في متوسطة المثنى في الموصل. نقل إلى جامعة بغداد
سنة 1962م ليعمل تدريسياً في كلية الآداب، بناءً على توصية من
وزارة التربية والتعليم وشارك في تأسيس قسم التاريخ في جامعة بغداد
وكان له الدور البارز في وضع مفردات بعض المناهج الدراسية، وترقى
إلى أستاذ مساعد وأستاذ في قسم التاريخ بكلية الآداب وقام بتدريس
العديد من المواد منها "تاريخ أوربا الحديث" و "تاريخ الشرق الأدنى
الحديث". واهم اللغات التي أتقنها العربية والتركية والكردية
والألمانية والانكليزية ما ساعدته في ترجمة العديد من الكتب منها
الجزء الثالث من كتاب "تاريخ العالم الحديث " للمؤرخ الأميركي
بالمر، كما كتب بحوثاً عدة باللغة الانكليزية منها "الاستعمار
الانكليزي في بورما " و" الاستعمار الأميركي في الفيليبين". ويُعد
المرحوم الدكتور ياسين عبد الكريم من أوائل المؤرخين العراقيين
والعرب الذين ناقشوا التفسير الماركسي للتاريخ وعرفوا به وتبنوا
التفسير الاقتصادي، وكان من دعاة إعادة كتابة التاريخ باستمرار حين
ناقش أسباب الاختلافات بين المؤرخين حول كتابة التاريخ وفهمه
وتفسيره، وكان في مقدمة المؤرخين العراقيين الذين دعوا إلى
الاهتمام بالوثائق عامة والوثائق العثمانية خاصة لما لها من أهمية
في فهم تكوين المجتمع العربي خلال القرون الأربعة التي حكم فيها
العثمانيون العالم العربي والتي امتدت من القرن السادس عشر إلى
القرن العشرين. وهو عضو جمعية المؤلفين والكتاب العراقيين
الرئيسيين، ومن مؤسسي معهد تدريب الوثائقيين العرب الذي تسنم عمادة
المعهد لعدة سنوات، ومن مؤسسي نادي الإخاء سنة 1960م مع خمسة من
رفاقه، ورأس لجنة الدراسات التركمانية بعد إقرار الحقوق الثقافية
للتركمان سنة 1970م، ومن مؤسسي اتحاد الأدباء التركمان في العراق.
ومن ابرز صفات الراحل انه أعزب ولم يتزوج ولم يترك ولداً يرثه من
بعده وكأنه تزوج التدريس والعلم والبحث، وأحيل إلى التقاعد في
15/1/1980م، وتوفي رحمه الله في 24 حزيران 1988. هذا ما جاء في
الجلسة التي خُتمت بتقديم شهادة شكر وعرفان من قبل إدارة النادي
لكل من الأستاذ الدكتور علاء أبو الحسن إسماعيل وللكاتب زاهد جهاد
البياتي، وحضر الندوة عدد من المثقفين ومن بينهم المهندس محمد علي
محمد يونس ابن شقيق المرحوم صاحب الذكرى إضافة للأستاذ الدكتور
محمد عمر قزانجي رئيس الهيئة الإدارية لنادي الأخاء السابق، وعدد
أخر من القامات العلمية والثقافية.
|