#حملة_ثقافة_المحبة_والسلام
عن حملة ثقافة المحبة والسلام، التي انطلقت بالتعاون بين
دار الكتب والوثائق ومجلة سماء الأمير
ـ أسماء محمد مصطفى
هل تحتاج المحبة إلى حملة تثقيف؟
13
تشرين الثاني 2024
سؤال يتبادر إلى ذهن كل إنسان وهو يقرأ عن هذا الأمر..
ونحن نقول، نعم المحبة فطرة غرسها الله في نفوس البشر، وهي
أساس استمرار الحياة، لأنّ الحياة محبة تبدأ مع حب الأم
والأب لطفلهما وصولًا إلى حنو الابن بعد أن يكبر الأم
والأب، ما يعني أن المحبة هي الإطار الذي يجعلنا نشعر
بالطمأنينة والشعور بمعنى الوجود الذي نحن جزء منه.. لكن
المؤسف أن ثمة تحديات واجهت شعبنا من أولئك الذين تشبعت
قلوبهم بالكراهية، وصاروا يثقفون عليها، وبأساليب جديدة
ومبتكرة ، وراحوا يبثون سمومهم في مختلف مفاصل الحياة،
فتمكنوا من أن يؤثروا في بعض الضعفاء والمأزومين، ليجعلوا
منهم جسورًا لزعزعة امن المجتمع وإشاعة التفرقة بين
المواطنين.. من هنا تأتي أهمية أن نواجه هذه الهجمة
الصفراء من الكراهية، لنعمل على إفشال مخططات هؤلاء من
خلال إشاعة روح المحبة.
وحين نتحدث عن المحبة والسلام، ترد إلى الذهن مصطلحات
كالسلام والتعايش السلمي والتسامح وقبول الآخر واحترام
التنوع الثقافي، وهذه المصطلحات تعبر عن ثقافة عراقية
قديمة، لأنّ العراق شهد تحولات ثقافية كثيرة عبر تاريخه،
وصارت هذه الثقافات تتجاور بأناسها من ابناء البلد الواحد،
لكن هناك مشاريع تسللت إلى مفاصل الحياة المختلفة، لتبث
السموم كالطائفية والعنصرية والتعصب، وتحاول أن تجعل منها
ثقافة مناوئة لثقافة المحبة والتسامح في بلادنا، لذا فإن
حملة ثقافة التعايش والتسامح والمحبة باتت ضرورة للوقوف
بوجه هذه الحملات الصفراء.. فحب العراقيين لبعضهم لا يحتاج
إلى شهادة، لكننا نحتاج إلى فضح ثقافة الكراهية ورفض الآخر،
التي يسعى إليها الظلاميون، فثقافة المحبة تعني أن نعيش
معًا بأمان وسلام، ونبني بلادنا ونجعلها مزدهرة بدلًا عن
الانشغال في إثارة النعرات وتأجيج الخلافات من خلال صناعة
أسباب وهمية. ولأن المحبة تعرّي هؤلاء الظلاميين وتفضح
مشروعهم، فإنّ علينا أن نواصل السير في حلمنا الإنساني هذا..
حلم المحبة والتسامح وحب الحياة، وهو هدف مهم تضعه دار
الكتب والوثائق ضمن منهجها، لأنها حاضنة أرشيف العراق الذي
تحرص على أن يزدهر دائمًا بالمحبة، ليتقدم بين البلدان،
ذلك لأن مؤسسة ثقافية كدار الكتب والوثائق تعد من أهم
المؤسسات التي تساهم في تشكيل وعي المجتمعات، فهي ليست
مجرد أرشيف للكتب والوثائق، وإنما فضاء خلاق مفتوح للتفاعل
الفكري والمعرفي بمختلف أشكاله ومستوياته، مما يجعلها تقوم
بدور أساس في نشر ثقافة المحبة والسلام عبر خزينها من
الكتب وفعالياتها الثقافية والإعلامية المختلفة، ومنها
فعاليات هذه الحملة التي أطلقتها بالتعاون مع مجلة سماء
الأمير الإلكترونية المعنية بالمحبة والسلام والتعايش
والتنوع الثقافي والتحفيز.
ولأن المحبة حياة، وهي التي تفتح نوافذ الأمل للمستقبل
مثلما تجعل الحاضر مزدهرًا وجميلًا، لنعمل معًا على إشاعة
هذه الثقافة، ونجعلها عنوانًا لوجودنا في طريق مواجهة خطاب
الكراهية، كي نقطع الطريق على كل أعداء الحياة والجمال.
|